مصابيح الجامع الصحيح

باب كيف كان بدء الحيض

          ░1▒ (باب: كيف بدء الحيض)
          (بِدْءُ) بالهمزة؛ أي: ابتداؤه، وقال سيِّدي: الظَّاهر أنَّه يجوز فيه بدو لتعود؛ أي: ظهور، وفي أصلنا: مهموزٌ.
          قوله: (وَقَوْلُ النَّبِيِّ صلعم) من جملة تعليق البخاريِّ وبيان أنَّه حقيقة في البنات الصُّلبيَّة، لكن صار بحسب العرف أعمُّ من ذلك.
          تَنْبيه: قوله: (وَقَالَ بَعْضُهُمْ) لم نتكلَّم على الكرمانيِّ، ورأيتُ في «شرح البرماويِّ» أنَّه ابن مسعود، وكذا رأيته في كلام شيخنا وسائر لفظه، والظَّاهر أنَّ البرماويَّ أخذه منه.
          إن قلتَ: الحيض أُرسِل على بنات إسرائيل لا على بنيه؛ قلتُ: يستعمل بنو إسرائيل ويُراد به أولاده، كما يُراد من بني آدم أولاده، أو المراد به القبيلة؛ قاله الكرمانيُّ.
          شيخنا وقال بعضهم أي على نساء بني إسرائيل، وكأنَّه سهى على ما أخرج عبد الرزاق عن ابن مسعود بإسناد صحيحٍ قال: كان الرِّجال والنِّساء في بني إسرائيل يصلُّون جميعًا، فكانت المرأة للرَّجل فألقا الله عليهنَّ الحيض ومنعهنَّ المساجد، وعن عائشة نحوه.
          قوله: (أكثر) بالمثلَّثة؛ أي: أشمل؛ لأنَّه يتناول بنات إسرائيل وغيرهنَّ، وفي بعضها: أكبر، وشيخنا قال: قيل: معناه: أشمل؛ لأنَّه عامٌّ في جميع بنات آدم، ويتناول الإسرائيليَّات ومن قبلهنَّ، أو المراد أكثر شواهد أو أكثر قوةً ثمَّ حكى كلام الدَّاوديِّ، ثمَّ قال: فعلى هذه قوله بنات آدم عامٌّ أريد به الخصوص؛ قلتُ: يمكن أن يُجمَع بينهما مع القول بالتعميم بأنَّ الَّذي أرسل على بني إسرائيل طول مكثه بهن عقوبة لهنَّ لا ابتداء وجوده، وروى الطبريُّ وغيره عن ابن عبَّاس: أنَّ قوله تعالى في قصَّة ابراهيم {وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ} [هود:71] أي: حاضت والقصَّة متقدِّمة على بني إسرائيل بلا ريب، وروى الحاكم وابن المنذر بإسنادٍ صحيحٍ عن ابن عبَّاس أنَّ ابتداء الحيض كان على حوَّاء بعد أن هبطت من الجنَّة، وقال الدَّاوديُّ: ليس في هذا الحديث مخالفة لهذا القول، فإنَّ نساء بني إسرائيل من بنات آدم.
          إشارة: قوله: (كَانَ أَوَّلُ) برفع أوَّل، كذا في أصلنا، و(كان) هنا يحتمل أن تكون ناقصة، فيكون أوَّل الاسم ومَا مصدريَّة.
          و(عَلَى بَنِي إِسْرَائِيْلَ) الخبر التَّقدير: كان أوَّل إرسال الحيض كائنًا على بني إسرائيل، ويُحتمَل أن تكون تامَّة، وعلى بني إسرائيل متعلِّقٌ بكان، التَّقدير وقع على بني إسرائيل كان أوَّل إرسال الحيض؛ قاله الأندلسيُّ شيخ سيِّدي، وأعربه الكرمانيُّ على بني إسرائيل الخبر، انتهى، فيكون (أوَّل) هو الاسم.
          شيخنا أوَّلاً بالرفع اسم كان والخبر على بني إسرائيل.
          خاتمة:
          وُجِدَ في بعض النُّسخ هنا.