مصابيح الجامع الصحيح

باب دلك المرأة نفسها إذا تطهرت من المحيض

          ░13▒ (بابُ: دلك المرأةِ نَفْسَها)
          إشارة: (تتبَّع) بلفظ الغاية مضارع الفعل وحذف التَّاءات الثَّلاث.
          الخطَّابيُّ: (الفِرْصَة) القطْعة من القطن أو الصُّوف ونحوهما، و(مِنْ مِسْكٍ) جاء في سائر الرِّوايات (ممسَّكة) وتأوَّلوها على معنيين، أحدهما: مطيَّبة بالمسك، والآخر: من الإمساك، يُقال: أمسكتُ الشَّيء ومسَّكته بمعنى واحد، وإليه ذهب القعنبيُّ، وأنكر القول الأوَّل، وقال: متى كان أهل ذلك الزَّمان يتوسَّعون من المعاش حتَّى يمتهنوا المسك في التَّطهر به، فعلى هذا تكون الرِّواية بفتح ميم (مسك)، أولى؛ أي: فرصة من جلدٍ على صوف، وأمَّا الكسر؛ فلا يصحُّ لها معنى على التَّفسير الأوَّل؛ لأنَّها في التَّقدير: كأنَّه قال: قطعة من قطن من مسك، وهذا لا يَسْتقيم إلَّا أن يصرفه شيء، فقال: قطعة من قطن مطيَّبة من مسك، وفيه بعدٌ، وقال في «معالم السُّنن» : قد تتأوَّل المُمَسَّكة على مَعْنى الإمساك دون الطِّيب، يريد أنَّها تمسكها بيدها فتستعملها، وقال ابن بطَّال: لا أرى التَّفسير بالمشموم وبالجلد الَّذي عليه الصُّوف صحيحًا، إذ كان منهنَّ من تستطيع أن تمتهن المسك هذا الامتهان، ولا يُعلَم في الصُّوف معنى حتى يخصُّه به دون القطن ونحوه، والَّذي عندي فيه أنَّ النَّاس يقولون للحائض: احتملي كذا، يريدون: عالجي به قبلك، أو أمسكي معك، كذا يكنُّون به، فيكون أحسن من الإفصاح، فمعنى ممسكة محتملةٌ يريد: تحملينها معك لمسح القبل به.