مصابيح الجامع الصحيح

باب من أشعر وقلد بذي الحليفة ثم أحرم

          ░106▒ (باب مَنْ أَشْعَرَ وَقَلَّدَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ ثُمَّ أَحْرَمَ)
          (أَشْعَرَ) الإشعار: الإعلام، وهو أن يضرب صفحة سنامها اليمنى بحديدة حتَّى تتلطَّخ بالدَّم، وهو سنَّة، ولا نظر إلى ما فيه من الإيلام؛ لأنَّه لا يمنع إلَّا ما منعه الشَّرع، ومن فوائده أنَّها إذا اختلطت بغيرها تميَّزت، وإذا ضلَّت عُرِفَت، وأنَّ السَّارق ربَّما(1) ارتدع فيتركها. /
          وإنَّها قد تُعطَب فتُنحَر، فإذا رأى المساكين عليها العلامة أكلوها، وأنَّ المساكين يَتْبعونها إلى المَنْحر لينالوا منهَا، وإنَّ فيها تَعْظيم شعار الشَّرع، وحثُّ الغير على التَّقليد أن يقلِّد في عنق البدنة شيء؛ ليُعلَم أنَّه هدي، الخطَّابيُّ: أشعر ◙ بدنة في آخر أيَّام حياته، وكان نهيه عن المثلة أوَّل مقدمه المدينة، مع أنَّ الإشعار ليس من المثلة في شيء، بل هو باب آخر، النَّوويُّ: قال أبو حنيفة: هو بدعة؛ لأنَّه مثلة، وهذا مخالف للأحاديث الصَّحيحة، ثمَّ إنَّه ليس مثلة، بل هو نحو الختان والفصد وغيره.
          قوله: (يَطْعُنُ) بضمِّ العين، والطَّعن: الضَّرب بالرُّمح ونحوه.
          و(الشِّقِّ) بالكسر: النِّصف والنَّاحية.
          و(الشَّفْرَةِ) بفتح الشِّين: السِّكِّين العظيم.


[1] في الأصل: (ما).