تعليقة على صحيح البخاري

باب: هل يقضي الحاكم أو يفتى وهو غضبان؟

          ░13▒ (باب هَلْ يَقْضِي الْحَاكِمُ أَوْ يُفْتِي وَهْوَ غَضْبَانُ؟) الحديث.
          حديث أبي بكرة أصلٌ في أنَّ القاضيَ لا يقضي وهو غضبان، ولا معه ضجَر ونعاس، ولا همٌّ، ولا جوعٌ، ولا عطشٌ، ولا حقن، ولا وهو شبعان أكثر من الحاجة، وهذا ندب منه؛ خوف التجاوز؛ لأنَّه لا يتأتَّى له في الغالب استقصاء الواجب في القضيَّة؛ لأنَّها تغيِّر الطباع، وتغيِّر العقل، وهو مكروه، وهو قول مالك، والكوفيِّين، والشافعيِّ، وأمَّا قضاؤه ◙ وهو غضبان؛ فإنَّما فعل ذلك لقيام العصمة به، حيث لا يُخشَى منه التجاوز والميل في حكمه، بخلاف غيره من البشر، ثمَّ غضبه في الله تعالى، لا لنفسه، وكان شريح إذا غضب أو جاع؛ نام، وكان الشعبيُّ يأكل عند طلوع الشمس، قيل له، [فقال: آخذ حلمي قبل أن أخرج إلى القضاء] .