تعليقة على صحيح البخاري

باب قول الله تعالى {وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنًا إلا خطأً}

          ░11▒ (بَابُ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً} [النِّساء:92]).
          قوله: ({إِلَّا خَطَأً}): ظاهره ليس مرادًا، فإنَّه يسوغ له قتل خطأ ولا عمدًا، لكن تقديره: إن قتله خطأً؛ لأنَّه ليس بشيء يقصده.
          قوله: ({فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ} [النِّساء:92]): يعني: عن الرَّقبة خاصَّة، قال الطَّبريُّ: لأنَّ دية الخطأ على عاقلة القاتل، والكفَّارة على القاتل بالإجماع، ولا يقضي صوم صائم.
          قوله: ({تَوْبَةً مِنَ اللهِ} [النِّساء:92]): يعني: رحمة من الله لكم إلى التَّيسير عليكم بتحرير الرَّقبة المؤمنة إذا أيسرتم(1) بها، {وَكَانَ اللهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} [النساء:92] : أي: لم يزل عليمًا بما يصلح عباده فيما تكلَّفتم من فرائضه، حكيمًا بما يقضي فيه.


[1] في (أ): (إذ لا يسرتم).