تعليقة على صحيح البخاري

باب قول الله تعالى: {ومن أحياها}

          ░2▒ (بَابٌ(1) : {وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} [المائدة:32]).
          قتلُ أسامةَ لهذا الرجل إنَّما ظنَّه كافرًا، وجعل ما سمع منه من الشَّهادة تعوُّذًا من القتل، وأقلُّ أحوال أسامة في ذلك أن يكون قد أخطأ في فعله؛ لأنَّه إنَّما قصد إلى قتل كافر عنده، ولم يكن عرف بحكمه ◙ فيمَن أظهر الشَّهادة بالإيمان(2) أنَّه يحقن دمه، فسقط عنه القود؛ لأنَّه معذور بتأويله، ولذلك حكم [كل] مَن [تأوَّل فأخطأ في] تأويله معذور بذلك، وهو في حكم من رمى من يجب له دمه، فأصاب مَن لا يجب قتله؛ لأنَّه لا يرد عليه، وما لقي أسامة من رسول الله صلعم في قتله هذا الرَّجل الذي ظنَّه كافرًا من اللَّوم والتوبيخ، حتَّى تمنَّى أنَّه لم يسلم قبل ذلك اليوم، وآلى على نفسه ألَّا يقاتل مسلمًا أبدًا، وكذلك تخلُّفه(3) عن عليٍّ يوم الجمل وصفِّين، فهو تعليمٌ له ولغيره وإبلاغ، [والحدود] في الأحرار من الرِّجال والنِّساء واحدة، وحرمتهم واحدة، وبيَّن ذلك قوله تعالى: {وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ} [المائدة:45] .


[1] كذا في (أ)، وهي رواية أبي ذرٍّ، ورواية «اليونينيَّة»: (باب قول الله تعالى).
[2] في (أ): (بالأمانة).
[3] في (أ): (نقله).