تعليقة على صحيح البخاري

حديث: أول من يدعى يوم القيامة آدم

          6529- قوله: (أَخْرِجْ بَعْثَ جَهَنَّمَ): أي: جنسها وأهلها.
          قوله: (مِنْ كُلِّ مِئَةٍ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ): وهذا دليل على العيان؛ لكثرة الأمم وقلَّة المسلمين؛ لأنَّ سواهم من الكفَّار لا يدخلون الجنَّة، ومَن لم يدخلها؛ دخل النَّار، فيه: أنَّ الحشر على أربعة أوجه: حشران في الدُّنيا، ومثلهما في الآخرة، وأمَّا اللَّذان في الدُّنيا؛ فقوله: {لِأَوَّلِ الْحَشْرِ} [الحشر:2] ، قال الزُّهريُّ: كانوا من سبط لم يصبهم الجلاء، وكان أوَّل حشر حشروا في الدُّنيا إلى الشَّام؛ وذلك أنَّه ◙ قال: إلى أين؟ قال: إلى أرض المحشر، قال قتادة: هذا أوَّل الحشر، الثَّاني: أنَّه نار تحشرهم قبل قيام السَّاعة، وهو آخر أشراطها؛ كما ذكره مسلم، والنَّار تخرج من قعر عدن ترحل النَّاس، وقيل: تطرد النَّاس إلى محشرهم، وفي رواية: «إذا سمعتم بها؛ فاخرجوا إلى الشَّام»، قوله ◙: «تحشر النَّاس على ثلاث طرائق»؛ إشارة إلى الأبرار، والمخلطين(1) ، والكفَّار، فالأبرار: هم الرَّاغبون إلى الله فيما أعدَّ لهم من ثوابه، والرَّاغبون: هم الذين بين الخوف والرَّجاء، وأمَّا المخلطون؛ فهم الذين ارتدُّوا، وأمَّا الفجَّار؛ هم المحشورون(2) إلى النَّار تسوقهم ملائكة الغضب، وقيل: الإبل من الجنَّة، وقيل: من إبل الدُّنيا.


[1] في (أ): (المخلصين)، وكذا في الموضع اللاحق.
[2] في (أ): (محشورون).