تعليقة على صحيح البخاري

حديث: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس

          6412- و(الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ): قال بعض العلماء: إنَّما أراد بقوله: (نِعْمَتَانِ..؛) إلى آخره: نبَّه أمَّته على مقدارِ عظيمِ نعمه على عباده في الصحَّة والكفاية، ويعلم أنَّه لا يذهب عنه وقت مِن صحَّته وفراغه إلَّا وينفقه(1) في طاعة ربِّه، وشكره على عظيم مواهبه، والاعتراف بالتقصير عن بلوغ تأدية كنه(2) ذلك، ومَن مرَّت أيَّامه عنه / في سهو ولهو، وعجز عن القيام بما لزمه لربِّه؛ فقد غرم أيَّامه(3) ، وسوف يندم حيث لا ينفعه الندم.
          قوله: (مَغْبُونٌ): هو نقص الرأي، وإنَّ الإنسان يأخذ من صحَّته لسقمه، ومن فراغه لشغله، فإذا لم ينظر في نفسه في هذين الوقتين؛ فكأنَّه غُبِن فيهما(4) ؛ أي: باعهما(5) ببخس لا تحمد(6) عاقبته، وليس له في ذلك رأي ألبتَّة، فإنَّ الإنسان إذا لم يعمل الطاعات؛ من صلاة وصيام وحجٍّ وغزو وشبهها في زمن صحَّته وشبابه؛ فأجدر(7) ألَّا يعمل شيئًا من ذلك في زمن الشيخوخة.


[1] في (أ): (وينفعه).
[2] في (أ): (له).
[3] في (أ): (أمامه).
[4] في (أ): (فيها).
[5] في (أ): (باعها).
[6] في (أ): (يحمد).
[7] في (أ): (فاحزر).