تعليقة على صحيح البخاري

باب قول النبي: «ما أحب أن لي مثل أحد ذهبًا»

          ░14▒ (بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلعم: مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي أُحُدًا ذَهَبًا(1))؛ الحديث.
          في هذا [الحديث] : أنَّ المؤمن لا ينبغي له أن يتمنَّى كثرة المال إلَّا شريطة أن يسلِّطه الله على إنفاقه في طاعته؛ اقتداء بالشَّارع في ذلك، وفيه: أنَّ المبادرة إلى الطَّاعة مطلوبة، وهي أفضل من التواني، ألا ترى أنَّه ◙ لم يحبَّ أن يبقى عنده من مقدار جبل أحد ذهبًا لو كان له بعد ثلاث إلَّا دينار يرصده لدَين؟ وفيه: أنَّه ◙ كان يكون عليه الدين؛ لكثرة مواساته(2) قوت عياله، وإيثاره على نفسه أهل الرِّضا والحاجة، والرِّضا بالتَّقلُّل والصَّبر على خشونة العيش، وهذه سيرة الأنبياء والصالحين.


[1] كذا في (أ)، وهي رواية أبي ذرٍّ، وفي «اليونينيَّة»: (أن لي مثل أحد ذهبًا).
[2] في (أ): (مواساة).