تعليقة على صحيح البخاري

باب قول النبي: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلًا ولبكيتم كثيرا

          ░27▒ (بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلعم: لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ؛ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا).
          لأنَّه لا يعلم أحد كعلمه(1) ◙، ولم يخش كخشية الله(2) ، فمن نوَّر الله قلبه وكشف الغطاء عن بصره وعلم بحبِّ ما هو لله تعالى مِن النِّعم، وما يجب عليه من الطَّاعة والشكر؛ فكَّر(3) بما يستقبل مِن أهوال يوم القيامة، وما يلقى العباد في تلك المواقف مِن الشَّدائد، وما يعاينوه من مسائلة الله تعالى عباده عن مثاقيل الذَّرِّ وعن النقير والقنطير؛ كان حقيقًا بطول الحزن وكثرة البكاء؛ ولهذا / قال أبو ذرٍّ: لو تعلمون العلم؛ لما ساغ لكم طعام ولا شراب، ولا نمتم على الفراش، ولا أحببتم النِّساء، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون وتبكون.


[1] في (أ): (تعلمه).
[2] اسم الجلالة (الله): ليس في (أ).
[3] في (أ): (أفكر).