تعليقة على صحيح البخاري

باب البكاء من خشية الله

          ░24▒ (بَابُ الْبُكَاءِ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ)؛ الحديث.
          وعن أنس مرفوعًا(1) : «أيُّها النَّاس؛ ابكوا، فإن لم تبكوا؛ فتباكوا»، والبكاء مِن دأب الأنبياء والصَّالحين، كان ◙ إذا قام للصَّلاة؛ سُمِع لجوفه أزيزٌ كأزيز المرجل مِن البكاء، وسمِّي نوحٌ [نوحًا] ؛ لطول ما ناح على نفسه، وبكى يحيى حتَّى أثر جداول على خدِّه مِن الدُّموع، وقال موسى ◙: لم يعتد العابدون بمثل البكاء مِن خيفة الله تعالى، وقال زكريا: بين الجنَّة والنَّار مفاوز لا يقطعها إلَّا كلُّ بكَّاء، أوحى الله تعالى إلى عيسى ◙: [أن] كحِّل عينيك، كان داود ◙ يأخذ أقراص خبز(2) الشَّعير اليابس ويبلُّها بدموعه ويأكلها، ويحشى(3) له فراش من بلاس الشَّعر، ويحشى(4) رمادًا، ويبكي حتَّى يبلَّ الرَّماد بدموعه من خوفه من الله تعالى، وبكاء آدم مشهور عظيم.


[1] في (أ): (مرفوع).
[2] في (أ): (الخبز).
[3] في (أ): (نخشى).
[4] في (أ): (يخشى).