تعليقة على صحيح البخاري

باب المعانقة وقول الرجل: كيف أصبحت؟

          ░29▒ (بَابُ الْمُعَانَقَةِ، وَقَوْلِ الرَّجُلِ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟)؛ الحديث.
          لمَّا قدم جعفر من أرض الحبشة؛ اعتنقه النَّبيُّ صلعم وقبَّل بين عينيه، وعانق ◙ الحسن والحسين، وعن عائشة قالت: قدم زيد بن خالد المدينة ورسول الله صلعم في بيتي، فأتاه فقرع الباب، فقام إليه رسول الله صلعم عريانًا يجرُّ ثوبه، والله ما رأيته عريانًا قبله ولا بعده، فاعتنقه وقبَّله، وعن أبي الهيثم بن النَّبهان: أنَّه ◙ لقيه فاعتنقه وقبَّله، وفيه: جواز السُّؤال عن حال العليل: كيف أصبح؟
          وقول العبَّاس: (أَلَا تَرَاهُ؟ أَنْتَ وَاللهِ بَعْدَ ثَلَاثٍ(1) عَبْدُ الْعَصَا): يعني بقوله: (ألا تراه): أي: فيه علامة الموت، وفيه: أنَّ الخلافة لم تكن مذكورة بعد رسول الله صلعم لعليٍّ أصلًا؛ لأنَّه / قد حلف العبَّاس أنَّه مأمور لا آمرٌ لِمَا كان يعرف من توجيه رسول الله صلعم بها إلى غيره في سكوت عليٍّ على ما قال العبَّاس؛ لأنَّه قال ◙: «مروا أبا بكر يصلِّي بالنَّاس»، فقيل له: لو أمرت عمر، فلم يَرَ ذلك، ومنع عمر من التَّقديم.
          قوله: (وَإِنْ كَانَ [فِي] غَيْرِنَا؛ أَمَرْنَاهُ فَأَوْصَى بِنَا): أي: شاورناه.


[1] كذا في (أ)، وهي رواية أبي ذرٍّ، ورواية «اليونينيَّة»: (الثلاث).