تعليقة على صحيح البخاري

باب إفشاء السلام

          ░8▒ (بَابُ إِفْشَاءِ السَّلَامِ) و(السَّلَامِ لِلْمَعْرِفَةِ وَغَيْرِ الْمَعْرِفَةِ)؛ الحديث.
          يقال عن ابن عمر: إنَّه يدخل السوق، فما يلقى صغيرًا ولا كبيرًا إلَّا يسلِّم عليه، ولقد مرَّ بعبدٍ أعمى فجعل يسلِّم عليه، والآخر لا يردُّ عليه، فقيل له: أعمى، وكان السَّلف من المحافظة على بذل السَّلام، وفي خبر المرفوع: «من أشراط السَّاعة السَّلام للمعرفة»، ذكر ابن عبَّاس والنَّخعيُّ وعلقمة وعطاء وعكرمة وقتادة في قوله تعالى: {فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ} (1) [النور:61] قالوا: إذا دخلت بيتًا ليس فيه أحد؛ قل: السَّلام علينا وعلى عباد الله الصَّالحين، فإنَّ الملائكة تردُّ عليك، وهذا يدلُّ أنَّ الدَّاخل بيتًا مسكونًا أولى بالسَّلام، فإذا دخلتم بيوتكم؛ فسلِّموا، واذكروا اسم الله، فإنَّ الشيطان يقول لأصحابه: لا مبيت ولا مقيل لكم ههنا، وإذا لم يسلِّم ولم يذكر اسم الله على طعامه(2) ؛ قال الشَّيطان لأصحابه: أدركتم المبيت والعشاء.


[1] في (أ): (إذا)، والمثبت موافق للتلاوة.
[2] في (أ): (طعامكم).