مطلع النيرين المختصر من الصحيحين

عياض بن حمار بن عرفجة المجاشعي التميمي

          عِياضُ بنُ حِمارِ بنِ عَرْفَجَةَ المُجاشِعيُّ التَّميميُّ
          سكَنَ البَصرةَ، وكان صَديقاً لرسُولِ اللهِ صلعم قديماً، وكان إذا قدِمَ مكةَ لا يطوفُ إلا في ثيابِ رسولِ اللهِ صلعم؛ لأنَّه كانَ من الجُملةِ الذين لا يَطُوفونَ إلا في ثَوبٍ أحمَسيٍّ(1).
          وهو من أفرادِ مسلمٍ.
          عنه: أنَّ رسولَ الله صلعم قال ذاتَ يومٍ في خُطبتِهِ: ((ألَا إنَّ ربي أَمَرنِي أن أُعلِّمَكُم ما جهِلتُم مما علَّمَنِي يومِي هذا، كلُّ مالٍ نحلتُهُ عبداً حلالٌ، وإني خَلقْتُ عبادِي حُنَفاءَ كلَّهم، وإنهم أتتْهُم الشَّياطِينُ فاختالتْهُم عن دينِهِم وحرَّمَتْ عليهِم ما أحلَلْتُ لهم، وأَمَرَتْهم أن يُشرِكُوا بي ما لم أُنْزِل به سلطانًا، وإن الله نظَرَ إلى أهلِ الأرض فمَقَتَهُم عرَبَهم وعجَمَهم إلَّا بقايا من أهلِ الكتابِ، وقال: إنما بعثتُكَ لأبتلِيَكَ وأبتلِيَ بكَ، وأَنزلَتْ عليك كتاباً لا يغسلُهُ الماءُ تقرَؤُهُ نائماً ويقظانَ، وإنَّ الله أمرنِي أن أُحرِّقَ قريشاً فقلتُ: ربِّ، إذاً يثلَغُوا رأسِي فيدَعُوه خُبزَةً، قالَ: استخرِجْهُم كما أخرجُوكَ، واغزُهم نُعنْكَ وأنفِقْ فسيُنفِقَ عليك، وابعثْ جيشاً نبعثْ خمسةً مثلَهُ، وقاتلْ بمن أطاعَكَ مَنْ عصَاكَ)).
          قال: ((وأهلُ الجنَّةِ ثلاثةٌ: ذُو سُلطان مُقسِطٌ متصدِّقٌ موفَّقٌ، ورجلٌ رحيمٌ رقيقُ القلب لكلِّ ذي قُربى ومسلم، وعفيفٌ متعفِّف ذو عيَالٍ، وأهلُ النَّار خمسةٌ: الضَّعيفُ الذي لا زَبْرَ له الذين هُم فيكم تبعاً لا يتبعون أهلاً ولا مالاً، والخائنُ الذي لا يخفَى له طمعٌ وإن دَقَّ إلا خانَهُ، ورجلٌ لا يُصبِحُ ولا يُمسِي إلَّا وهو يخادِعُك عن أهلِكَ ومالِكَ)) وذكرَ البُخلَ _أو الكَذِبَ_ والشِّنْظِير: الفَحَّاش.
          وفي رواية: ((إنَّ اللهَ أوحَى إليَّ: أن تواضعُوا حتى لا يفخَرَ أحدٌ على أحدٍ ولا يبغِي أحدٌ على أحدٍ)). قال(2): ((وهم فيكم تبعاً لا يبغُون أهلاً ولا مالاً)) فقلتُ: وكيفَ يكون ذلك يا أبا عبدِ اللهِ؟ قالَ: نعم، واللهِ لقد أدركتُهُم في الجاهليَّةِ وإن الرجلَ ليَرْعَى على الحيِّ ما به إلَّا وليدتُهُم يطَؤُها.


[1] من قوله: ((سكن البصرة.. إلى قوله: أحمسي)): ليس في (ز) و(ف).
[2] في (ز) و(ف): ((وقال)).