مطلع النيرين المختصر من الصحيحين

عمرو بن سلمة بن نفيع الجرمي

          عَمرُو بنُ سَلَمةَ بنِ نُفيعٍ الجَرْميُّ
          يُكْنى: أبا يَزيدَ، ذكَرَه بعضُهم في الصَّحابةِ، قالَ البخاريُّ: أدركَ زمانَ النبيِّ صلعم، وقالَ الخَطيبُ: أدركَ زمانَ النَّبيِّ صلعم ولم يلقَهُ، ذكَرَ ذلك ابنُ الجَوزيِّ، وقيل: إنَّهُ قَدِمَ على رسُولِ اللهِ صلعم مع ابنِهِ، نزَلَ البَصْرةَ، وروى عنه جَماعةٌ(1).
          له حديثٌ واحدٌ انفردَ بهِ البخاريُّ من روايَةِ أيوبَ السَّختيانِيِّ عن أبي قِلابَةَ.
          عنه قال أيوب: قال أبو قلابةَ: ألا تلقَاهُ فتسألُهُ؟ قالَ: فلقيتُهُ فسألتُهُ فقال: كنَّا بماءٍ ممرَّ النَّاسِ، وكان يمرُّ بنا الرُّكبانُ نسألُهم: ما للنَّاسِ؟ ما للنَّاس؟ ما هذا الرَّجلُ؟ فيقولونَ: يزعمُ أنَّ الله أرسلَهُ، أوحيَ إليهِ، / أوحيَ إليهِ كذَا، فكنتُ أحفَظُ ذلك الكلامَ فكأنَّما يُغرَى في صَدرِي، وكانتِ العربُ تلومُ بإسلامِهِم الفتحَ، فيقولونَ: اتركوهُ وقومَهُ، إنْ ظهرَ عليهِم فهو نبيٌّ صَادِقٌ، فلمَّا كانتْ وقعةُ الفتحِ بادرَ كلُّ قومٍ بإسلامِهِم وبادَرَ أبِي قومِي بإسلامِهِم، فلمَّا قدمَ قالَ: جئتُكُم واللهِ من عندِ النبيِّ حقًّا.
          فقال: ((صلُّوا صلاةَ كذا في حينِ كذَا، وصلاةَ كذَا في حينِ كذَا، فإذَا حضَرتِ الصَّلاةُ فليؤذِّنْ أحدُكُم، وليؤمَّكُم أكثَرُكُم قرآنًا)) فنظَرُوا فلم يكنْ أحدٌ أكثرَ قرآناً منِّي لمَا كنتُ أتلقَّى(2) من الرُّكبانِ، فقدَّمُوني بينَ أيدِيهِم _وأنا ابنُ ستِّ أو سبعِ سنينَ_ وكانَتْ عليَّ بردةٌ وكنتُ إذا سجَدْتُ تقلَّصَتْ عنِّي، فقالتِ امرأَةٌ من الحيِّ: ألَا تغطُّوا عنَّا استَ قارئِكُم، فاشتَرَوا وقطعُوا(3) لي قَمِيصاً، فمَا فرِحْتُ بشَيءٍ فرَحِي بذلكَ القَمِيصِ.


[1] من قوله: ((يكنى أبا يزيد... إلى قوله: ...عنه جماعة)): ليس في (ز) و(ف).
[2] في هامش (ف): في نسخة: ((أتلقن)).
[3] في (ز) و(ف): ((فقطعوا)).