مصابيح الجامع الصحيح

باب قول الله تعالى: {أحل لكم صيد البحر}

          ░12▒ قوله: (الطافي): هو منقوص.
          قوله: (قذِرت): بكسر الذال المعجمة، قال الكرمانيُّ: وفتحها.
          قوله: (والجريُّ): بكسر الجيم وفتحها، وقال الكرمانيُّ: بكسر الجيم والراء المشددة، وبتشديد التحتانيَّة، ضرب من السمك.
          قوله: (كل من صيد البحر نصراني): هكذا تركيبه في النسخ القديمة، وفي بعضها زادوا لفظ: (أخذه) قبل لفظ: (نصراني)، وفي بعضها: (ما صادوا).
          (المُرْي): قال النوويُّ: هو بضمِّ الميم وسكون الرَّاء وتخفيف التَّحتانيَّة، وليس عربيًّا، وهو يشبه الذي يسمِّيه الناس الكافخ؛ بإعجام الخاء، الجواليقيُّ: التَّحريك لحن، الجوهريُّ: بكسر الرَّاء وتشديدها وتشديد الباء، كأنَّه منسوب إلى المرارة، والعامة يخففونه.
          قوله: (النينان): جمع النون، وهو الحوت، قيل: معنى الكلام أنَّ الحيتان إذا اتخذ منها الرواحين بالشمس(1) فإنَّها تهضم الطَّعام، فهذه الرواحين ذبحت الخمر، أي: أبطلتها؛ إذ لا حاجة إليها؛ لأنَّها تهضم مثل هضمها.
          وقيل: يحتمل أن يكون معناه: أنَّ أهل الرِّيف قد يعجنون المري بالخمر ويجعلون فيه السَّمك المري بالملح والأبزار ويسمونه: الصَّمتي(2)، وهو بحيث تصير الخمر مغلوبة فيه مضمحلَّة بينة، فكأنَّه ذبحها، أي: أهلكها وأعدمها، وكان أبو الدَّرداء يفتي بجواز تخليل الخمر، فقال: كما أنَّ الشَّمس تؤثِّر في تخليلها؛ كذلك المري.
          أقول: فعلى التَّقدير الأوَّل: الذَّابح واحد وهو النِّينان والشَّمس كلاهما معًا، وعلى الثَّاني: كل واحد منهما بالاستقلال.


[1] في الأصل: (الشم).
[2] في الأصل رسمها: (يصحْتَا).