غاية التوضيح

حديث: أن النبي بعث معاذًا إلى اليمن

          7371- 7372- قولُهُ: (تَقْدَمُ) بفتح الدَّال، و(أَنْ يُوَحِّدُوا) اسم (كان)، و(أَوَّلَ) خبره، وفي بعضِها <إلى أن يوحِّدوا> وجهُهُ: أن يكون (أوَّل) مبنيًّا على الضَّمِّ، و(ما) مصدريَّةٌ؛ أي: ليكنْ أقوى الأشياء دعوتَهم إلى التُّوحيد.
          قولُهُ: (أَقَرُّوا) أي: صدَّقوا وآمنوا (فَخُذِ)(1) الزَّكاة، و(تَوَقَّ) أيِ: اجتنب (كَرَائِمَ أَمْوَالِ النَّاسِ) خيار مواشيهم أن تأخذوها، مرَّ في أوَّل «الزَّكاة».
          في «القسطلانيِّ»: ونُقِل عنِ الأشعريِّ أنَّ إيمانَ المقلِّد لا يصحُّ، وأنَّه يقول بتكفير(2) العوامِّ، وأنكرَ الأستاذ أبو القاسم القشيريُّ، وقال: هذا كذبٌ زورٌ من تلبيسات الكرَّاميَّة على العوامِّ، والظَّنُّ(3) بجميع عوامِّ المسلمين أنَّهم يصدِّقون الله تعالى.
          وقال أبو منصورٍ في «المقنع»: أجمعَ أصحابُنا على أنَّ العوامَّ مؤمنون عارفون بالله، وأنَّهم حشوُ الجنَّة؛ للإخبار(4) والإجماع فيه، لكنَّ منهم من قال: لا بدَّ من نظرٍ عقليٍّ في العقائد، وقد حصل لهم منه القدر الكافي، فإنَّ فِطَرَهم جُعِلتْ على توحيد الصَّانع وقِدَمِهِ وحدوثِ المصنوعات وإن عجزوا عنِ التَّعبير عنه على اصطلاح(5) المتكلِّمين، والعِلمُ بالعبارة علمٌ زائدٌ لا يلزمُهم، وقد كان النَّبيُّ صلَّى الله عليه وآله وصحبه وسلَّم يكتفي من الأعراب بالتَّصديق مع العلم بقصورِهم عن معرفة النَّظر بالأدلَّة، وأيضًا أجمعَ السَّلفُ على قبولِ كلمتَيِ الشَّهادة من النَّاطق بهما، ولم يَقُلْ أحدٌ لهم: هل نظرتَ أو تبصَّرتَ بدليلٍ.


[1] في (أ): (فحذف)، وهو تحريفٌ.
[2] في (أ): (بتفكير)، وهو تحريفٌ.
[3] في (أ): (والنَّصُّ)، والمثبت من المصادر.
[4] في (أ): (للأخيار)، وهو تصحيفٌ.
[5] في (أ): (إصلاح)، وهو تحريفٌ.