غاية التوضيح

قول الله تعالى: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدًا}

          ░4▒ قولُهُ: ({فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ}) [الجنُّ:26] أي: إظهارًا تامًّا وكشفًا جليًّا {إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ} [الجنُّ:27] فإنَّ اللهَ تعالى إذا أرادَ أن يُطلِعَ النَّبيَّ على الغيب؛ يوحي إليه أو يرسل إليه المَلَكَ، وأمَّا كراماتُ الأولياءِ؛ فهو من قبيل التَّلويحات واللَّمحات، أو من جنس إجابة دعوةٍ وصدق فراسةٍ، فإنَّ كشفَ الأولياءِ غيرُ تامٍّ ليس ككشفِ الأنبياء؛ كذا في «القسطلانيِّ».
          قولُهُ: (الظَّاهِرُ عَلَى كُلِّ شَيءٍ عِلْمًا) وقيل: الظَّاهرُ عند العقلِ بالدَّلائل، والباطنُ عند الحسِّ(1).
          وقيل: الظَّاهرُ بما يُفيض عليك من العطاء والنَّعماء، والباطنُ بما يدفع عنك من البلاء.
          وقيل: الظَّاهرُ لقومٍ؛ ولذلك وحَّدوه، والباطنُ عن قومٍ؛ فلذلك جحدوه.


[1] في (أ): (الحسن)، وهو تحريفٌ.