التلويح إلى معرفة رجال الصحيح

علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب

          1042- (ع) علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
          زين العابدين، القرشي، الهاشمي، أبو الحسن، على أحد الأقوال الأربعة.
          أمه: فتاة، يقال لها: سَلامة، ويقال: غزالة، سرية، وقيل: بلوية(1).
          روى عن: أبيه، وعائشة، وأبي هريرة، وجماعة.
          وقد ذكر الآجري عن أبي داود أنه لم يسمع من عائشة.
          وذكر ابن مردويه / في كتابه «أولاد المحدثين» أن روايته عن محمد بن أبي بكر عنها.
          وعنه: بنوه: محمد وعمر وزيد، والزهري، وأبو الزناد، وجماعات في الجمعة والتهجد والحج وغير موضع.
          قال الزهري: ما رأيت قرشيًا أفضل منه.
          مات سنة أربع وتسعين، سنة الفقهاء؛ لكثرة من مات فيها منهم، ونقلها في «التهذيب» عن جماعة، منهم الواقدي، ومصعب، والزبير.
          والواقدي قالها نقلًا، والزبير نقلها عن عمه، ونقل عن يحيى بن بكير أنه مات سنة أربع أو خمس وتسعين.
          وتبع ابن عساكر، وهو تبع يعقوب بن سفيان.
          والذي حكاه ابن عساكر عنه ما هو في «تاريخه»: سنة خمس، من غير تردد.
          ولما نقل عن جماعة منهم عن عمر بن علي أنه مات سنة أربع وتسعين؛ ذكر بعد عن غيره أنه مات سنة مئة، وهو عجب! فقد حكى هذا القول أيضًا في «تاريخه»، بل قدمه، فقال: مات سنة مئة، ويقال: سنة أربع وتسعين.
          وكذا نقله عنه أيضًا المنتجيلي.
          وذكر يعقوب بن سفيان أن مولده سنة ثلاث وثلاثين.
          وقال جماعة: مات ابن ثمان وخمسين.
          وقال أحمد بن صالح: ولد هو والزهري في سنة واحدة، سنة خمسين.
          وقال جماعات: مات سنة اثنتين وتسعين. وآخرون: سنة ثلاث. وحكي: سنة تسع وتسعين.
          وقال ابن عيينة وغيره: مات وهو ابن ثمان وخمسين. واقتصر ابن طاهر على قول أبي نعيم: مات سنة اثنتين وتسعين.
          ونقل عن ابن سعد أنه قال: كان ثقة، مأمونًا، كثير الحديث، عاليًا، رفيعًا، ورعًا، ولفظه فيه: قالوا: كان... إلى آخره.
          وكذا نقله عنه «الكمال»، وأنشد قول الفرزدق فيه من أبيات:
بكفه خيزُرانٌ ريحها عبق                      من كفِّ أروع في عِرْنِيْنِه شَمَمُ
يُغْضي حياء ويُغضى من مهابته                      فما يكلَّم إلا حين يبتسمُ
          وقد نبه أبو الفرج الأصبهاني على أن الناس يروونها له، وهو غلط، وليسا مما يمدح بهما؛ لأنهما من نعوت الجبابرة والملوك، وليس هو كذلك، ولا من صفته، فمن الناس من يرويهما لداود بن سلم في قثم بن العباس، ومنهم من يرويهما لخالد بن يزيد مولى قثم فيه.
          والصحيح أنهما للحزين عمرو بن عبيد بن وهب الكناني في عبد الله بن عبد الملك بن مروان، وكان على مصر.
          وقيل: قالهما في عبد العزيز بن مروان، وكان يبخل، فلما مات ظهر أنه كان يقوت مئة أهل بيت بالمدينة سرًا.


[1] كذا رسمها في الأصل.