التلويح إلى معرفة رجال الصحيح

عامر

          665- (ع) عَامِرُ، وقيل: عمرو بن واثلة، أبو الطفيل الكنانيُّ.
          له رؤية ورواة(1).
          وروى عن أبي بكر وعمر ومعاذ وخلق.
          وعنه: الزهريُّ وقتادة ومعروف بن خَرَّبُوذ وخلق.
          وكان من محبِّي عليٍّ.
          مات سنة عشر ومائة على الصحيح، وبه ختم الصحابة؛ قاله مسلم.
          وقال في «التهذيب»: أولًا سكن الكوفة ثم مكة وأقام بها حتى مات، وهو آخر من مات من جميع الصحابة.
          وقال خليفة: مات بعد سنة مائة، و يقال: سنة سبع ومائة.
          وقال وهب بن جرير بن حازم عن أبيه: كنت بمكة سنة عشر ومائة رأيت جنازة فسألت عنها فقالوا: هذا أبو الطفيل.
          وقد ذكر أبو بكر بن دريد في «اشتقاقه الكبير»: شهد عكراش بن ذؤيب بن حرقوص التميميُّ الصحابيُّ الجملَ مع عائشة فقال الأحنف بن قيس: كأنكم به قد أُتيَ به قتيلًا أو به جراحة لا تفارقه حتى يموت؛ فضرب عكراش ضربة على أنفه فعاش بعدها مائة سنة وأثر الضربة به.
          فعلى هذا يكون وفاته بعد الثلاثين ومائة.
          وصحبته لا يختلف فيها بخلاف أبي الطفيل فإن صحبته اختلف فيها، وكان مولده عام أُحد وأدرك ثماني سنين من حياة رسول الله [صلعم ].
          وذكر في «التهذيب» تبعًا «للكمال» نسبه: أبو الطُّفيل عامر، وقيل: عمرو بن واثلة بن عبد الله بن عمرو بن جحش، ويقال: خميس بن جري بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن عليِّ بن كنانة.
          واعترض عليه من وجوه؛ أحدها: قوله: «عمرو» وصوابه: عمير مصغَّرٌ كما هو بخطِّ الرشاطيِّ؛ وقال نقلته من خط ابن السكِّيت.
          ثانيها: قوله: «ابن جحش» غير جيد؛ لأن الكلبيَّ فمن بعده قالوا: خميس لم يذكروا جحشًا فيما رأينا.
          ثالثها: قوله: «جُريْ» يعني بجيم وراء؛ غير جيد. إنما هو «حُدي» بالحاء والدال، نصَّ على ذلك الرشاطيُّ، وردَّ قول عمر جحشًا بقول: إنما هو خميس، وعَمرًا إنما هو عمير.
          قال: ووقع له في بعض النسخ «جُدي» بالجيم عوض «حُدي» والدارقطنيُّ ذكره في باب الحاء، ولم يذكر بالحاء غيره.
          رابعها: قوله: عبد مناة بن عليِّ بن كنانة غير جيد، لقول الرشاطيِّ: قال أبو عمر: عبد مناة بن عليِّ بن كنانة وإسقاطه أصحُّ؛ فإن أبا عبيد والكلبيِّ وغيرهما ذكروا ولد كنانة فلم يذكروا فيهم عليًّا؟


[1] هكذا صورتها في الأصل، ولعل الصواب: ((ورواية)).