التلويح إلى معرفة رجال الصحيح

عبد الله بن صالح بن محمد بن مسلم

          732- (خت د ت ق) عبد الله بن صالح بن محمد بن مسلم، الجُهَني، مولاهم، أبو صالح المِصري، كاتب الليث بن سعد.
          كان يذكر أنه رأى زَبَّان بن فائد، عمرو(1) بن الحارث.
          روى عن: إسماعيل بن عياش، وحَرْمَلة، والليث، وخلق.
          وعنه: الدَّارِمي، وعبد الله بن وهب، وخلق.
          استشهد به البخاري، فقال: وزاد عبد الله: حدثني الليث عنه حديث في الذكاة.
          وقيل: إنه روى عنه كما ستعلمه على الأثر.
          وروى عنه في كتاب «القراءة خلف / الإمام» وغيره.
          وعنه بواسطة أبو داود، والترمذي، وابن ماجه، وعن محمد بن يحيى عنه.
          وكان مكثرًا جدًا.
          قال أبو زُرعة: كان حسن الحديث، لم يكن ممن يكذب.
          وقال الفضل الشَّعْراني: ما رأيته إلا يحدِّث أو يسبِّح.
          وقال ابن عدي: هو عندي مستقيم الحديث، وله أغاليط ولم يدَّخروه.
          وقال ابن يونس: روى عن الليث مناكير.
          ولم يكن أحمد بن شعيب يرضاه.
          وقال يعقوب بن سفيان: سمعت أبا الأسود وقال له رجل: إن ابن بُكير(2) تكلَّم في أبي صالح، قال: صال! إيش تقول فيه؟ فقال: أبو صالح إذا قال لكم بمصر اكتبوا عن فلان، فاكتبوا واتركوا ما سواه.
          ولد سنة سبع، أو تسع وثلاثين ومئة.
          ومات سنة اثنتين وعشرين ومئتين، أو ثلاث وعشرين.
          قال ابن عساكر: وهو أصح.
          وجزم في «الكاشف»، وقال: عاش ستًا وثمانين سنة.
          واعلم أنه وقع في البخاري في تفسير سورة الفتح عن عبد الله _ولم ينسبه_، عن عبد العزيز ابن أبي سلمة...، فزعم اللالكائي والكَلَاباذِي أنه عبد الله بن صالح بن مسلم العجلي، ولم يترجما لكاتب الليث في كتابيهما.
          وكذا ابن طاهر، وقال: روى له في التعبير أيضًا.
          وقال ابن السكن في روايته عن الفَرَبْري، عن البخاري، عن عبد الله بن مسلمة؛ يعني القَعْنَبي.
          وقال أبو مسعود الدمشقي في «أطرافه»: هو عبد الله بن رجاء، قال: والحديث عند عبد الله بن رجاء وعبد الله بن صالح.
          وقال الغسَّاني: هو كاتب الليث.
          وقال أبو الوليد القاضي: إنما هو القَعْنَبي، ولا ذكر لعبد الله كاتب الليث هناك، ولا في شيء من الجامع، ولا ذكره الجُرجاني _يعني ابن عدي_ في شيوخه، وقد وهم الكَلَاباذِي في هذا، وهذا قاله اعتمادًا على رواية ابن السكن.
          وصوَّب صاحب «التهذيب» من قال أنه كاتب الليث؛ لأن البخاري قد روى هذا الحديث في باب الانبساط إلى الناس من كتاب الأدب له، عن عبد الله بن صالح، عن عبد العزيز بن أبي سلمة، ذكره عقب حديث محمد بن سنان العَوقي، عن فُليح، عن هلال بن علي.
          ورواه في البيوع في «صحيحه» عن محمد بن سنان العَوقي بهذا الإسناد، فالحديث عنده بهذين الإسنادين في الصحيح، وفي كتاب «الأدب».
          ثم أطال في ذلك.
          وجزم ابن عساكر بأن البخاري روى عن العِجلي، وقال: مات سنة إحدى عشرة ومئتين، وله ست وسبعون سنة.
          واعترضه الذهبي فقال: لم يصح له عنه رواية.
          وفي الجهاد في باب التكبير إذا علا شرفًا: عن عبد الله _ولم ينسبه_، عن عبد العزيز ابن أبي سلمة.
          قال ابن السكن في روايته عن الفَرَبْري عن البخاري: حدَّثنا عبد الله بن يوسف.
          ورواه في «مصنفه» من رواية عبد الله بن يوسف.
          وقال الدمشقي في «أطرافه»: وهذا الحديث رواه الناس(3)، عن عبد الله بن صالح، وقد روى أيضًا عن ابن رجاء البصري، فالله أعلم أيُّهُما هو؟
          وقال الغَسَّاني: هو كاتب الليث.
          وقال البخاري في البيوع في التجارة في البحر: / وقال الليث:...، فذكر حديث الضمان، وقال في آخره: حدثني عبد الله بن صالح،(4) قال: حدثني الليث بهذا.


[1] في الأصل: «فائد بن عمرو...».
[2] في الأصل: إن ابن بكير، والمثبت من «تهذيب الكمال».
[3] وفي «تهذيب الكمال»: «إلياس».
[4] قوله: «حدثني عبد الله بن صالح» مكررة في الأصل.