التلويح إلى معرفة رجال الصحيح

عامر بن شراحيل

          660- (ع) عَامِرُ بن شُرَاحِيْل، أبو عمرو الشَّعْبي.
          أحد الأعلام، وأمُّه من سبي جَلولاء.
          ولد في خلافة عمر لست سنين خلت منها على المشهور.
          وروايته عن عليٍّ في البخاريِّ. وروى عن أبي هريرة، والمغيرة، وخلق؛ منهم أبو جبيرة لكن روايته عنه مرسلة كما نبه عليه العسكريُّ. وأمُّ سلمة، وفي «تاريخ نيسابور»: سُئل يحيى بن يحيى الشَّعْبي أدركها؟ فكأنه قال: لا، ومسروق. وفي «جامع العلم» لابن عبد البرِّ: قال إبْراهِيم النخعيُّ: الشَّعْبي يحدِّث عنه والله ما سمع منه شيئًا قطُّ، وعائشة.
          وقال الحاكم في «علومه»: لم يسمع منها ولا من أسامة بن زيد ولا من عليٍّ؛ إنما رآه(1) رؤية، ولا من معاذ ولا من زيد بن ثابت.
          وفي «العلل الكبرى» لابن المدينيِّ: لم يسمع من زيد بن ثابت ولم يلحق أبا سعيد الخدريَّ ولم يلق أمَّ سلمة.
          وفي «سؤالات حمزة السهميِّ»: لم يسمع من ابن مسعود إنما رآه رؤية.
          وفي «علل الترمذيِّ» قال مُحمَّد: لا أعرف له سماعًا من أمِّ هانىء.
          وقال الحازميُّ في «تاريخه»: لم يثبت أئمة الحديث سماعه من عليٍّ.
          وقال ابن أبي حاتم في «مراسيله»: قال ابن معين: ما روى الشَّعْبي عن عائشة مرسل، وقيل لأبي حاتم: هل أدرك الشَّعْبي أسامة؟ قال: لا يمكن أن يكون سمع من أسامة ولا أدرك الفضل بن العبَّاس، والشَّعْبي عن عائشة مرسلٌ.
          قال عبد الرَّحمن: وسمعت أبي يقول: الشَّعْبي لم يسمع من ابن عمر.
          والشَّعْبي من شعب هَمْدان؛ كذا في «التهذيب» تبعًا «للكمال»، وكذا هو في اللالكائيِّ وابن طاهر.
          وهَمْدان الصغرى من كهلان، وهذا من الكبرى بن كهلان بن أخي حمير، فما ذكره ابن الكلبيِّ والهَمْدانيُّ في آخرين قالوا: نُسب إلى شعبان، واسمه حسان بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن هميسع بن حمير بن سبأ.
          وروى عنه: منصور وحُصَين وابن عون، ومطرف في الإيمان والشهادات وغير موضع، وأمم.
          وقال: أدركت خمس مائة من الصحابة، / وقال: ما كتبت سوداء في بيضاء قطُّ، ولا حُدِّثت بحديث إلا حفظته.
          وقال مكحول: ما رأيت أفقه من الشَّعْبي، وقال غيره: الشَّعْبي في زمانه كابن عبَّاس في زمانه.
          مات سنة ثلاث أو أربع ومائة عن تسع وقيل: سبع وسبعين سنة، وقيل: ثنتين وثمانين، وقيل: ابن سبعين، وقيل: سنة خمس، وقيل: ست، وقيل: سبع، وقيل: عشر.
          قال أحمد بن عبد الله العجليُّ: ومرسله صحيح لا يكاد يرسل إلا صحيحًا.
          وجزم اللالكائيُّ بسنة أربع، وأنه بلغ ثنتين وثمانين سنة.
          وقال أبو إسحاق: الشَّعْبي أكبر مني بسنة أو سنتين، ومات أبو إسحاق سنة سبع أو ثمان أو تسع وعشرين ومائة، وقد بلغ مائة إلا سنتين، أو مائة إلا سنة، وكان توأمًا(2).
          وقال الأصمعيُّ: وجَّهه عبد الملك بن مروان إلى ملك الروم لحاجة، فاستكثر الشَّعْبي: فَقَالَ له: أمن أهل بيت الْمَلِك أَنْتَ؟ قال: لا. فوجَّه معه رقعة إليه فقرأها عَبد المَلِك، فأمر برده. فَقَالَ: أعلمت مَا فِي هذه الرقعة؟ قال: لا، قال: فِيهَا عجبت من العرب كَيْفَ ملَّكَتْ غَيْر هَذَا!
          أفتدري لَمْ كتب إليَّ بذلك؟ قال: لا، قال: حسدني بك. فأراد أَن يغريني بقتلك، فَقَالَ الشَّعْبي: لو رآك يا أمِير الْمُؤْمِنيِنَ مَا استكثرني، فبلغ ذَلِكَ ملك الروم، فقال: والله مَا أردت إلا ذاك.


[1] في الأصل: «رواه» ولعل المثبت الصواب.
[2] كما ذكر ابن سعد في «طبقاته».