تعليقة على صحيح البخاري

باب عذاب المصورين يوم القيامة

          ░89▒ (بَابُ عَذَابِ الْمُصَوِّرِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)؛ الحديث.
          [فإن] قلت: [هل] يدخل في الحديث من صوَّرها وهو لله مُوحِّد ولرسوله مُصدِّق؟
          قلت: لا؛ إنَّما قصد(1) [به] المضاهي لخلق(2) الله تعالى، كما وصفه في حديث عائشة بقوله(3) : «الذين يضاهون خلق الله»، والمتكلِّف من ذلك مضاهاة ما صوَّره ربُّه في خلقه وأعظم جرمًا من فرعون والدَّجَّال، قال تعالى: {أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [غافر:46] ؛ لأنَّ فرعون كان كفره بقوله: {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى} [النازعات:24] من غير ادِّعاء منه أنَّه يخلق، ولا يخاله منه أن ينشئ خلقًا يكون كخلقه(4)╡ شبيهًا ونظيرًا، والمصوِّر بتصويره ذلك منطوٍ على تمثيله نفسه بخالقه، فلا خلق أعظم كفرًا منه، فهو بذلك أشدُّهم عذابًا وأعظمهم عقابًا، وأمَّا من صوَّر صورة غير مضاهٍ ما خلق ربُّه وإن كان يفعله مخطئًا؛ فغير داخل في معنى من ضاهى ربَّه بتصويره، وعن عمَّار بن عمير قال: كنت جالسًا عند رجل من أصحاب ابن مسعود، فمثَّلت في الأرض مثالَ عصفور، [فضرب يدي] .


[1] في (أ): (قصدت).
[2] في (أ): (بخلق).
[3] زيد في (أ): (تعالى).
[4] في (أ): (خلقه).