المتواري على أبواب البخاري

باب: إذا أسلم قوم في دار الحرب ولهم مال وأرضون فهى لهم

          ░180▒ باب إذا أسلم قوم في دار الحرب ولهم مال وأرَضون فهي لهم
          185- فيه أسامة(1): «قلت: يا رسول الله، أين تنزلُ غداً في حجَّته؟ قال(2): وهل ترَكَ [لنا] عقيل منزلاً؟ ثم قال: نحن نازلون غداً بخَيف بني كنانة المحصَّب حيث قاسَمتْ(3) قريش على الكفر، وذلك أنَّ بني كنانة حالفت قريشاً على بني هاشم أن لا يبايعوهم ولا يؤووهم»، قال الزهري: «والخَيف: الوادي». [خ¦3058].
          186- وفيه عمر: «أنه استعمل مولى له يُدعى هُنَيّاً على الحِمى، فقال: يا هُنيُّ، اضمم جناحك عن المسلمين، واتق دعوة المظلوم فإنها مستجابة، وأدْخِل ربَّ الصُّريمة والغُنيمة، وإياي ونعم ابن عوف وابن عفان، فإنهما إن تهلِك ماشيتهما يرجعان(4) إلى نخل وزرع، وإنَّ ربَّ الصُّريمة والغُنيمة إن تَهلِك ماشيتهما يأتيني(5) ببنيه: (يا أمير المؤمنين)(6) يا أمير المؤمنين، أفتارِكُهم(7) أنا لا أبا لَكَ؟ فالماء والكلأ أيسر عليَّ من الذهب والوَرِق، وايمُ الله إنهم ليرون(8) أني قد ظلمتهم، إنها لبلادهم قاتلوا عليها في الجاهلية وأسلموا عليها في الإسلام، والذي نفسي بيده لولا المال الذي أحملُ عليه في سبيل الله ما حميتُ عليهم من بلادهم شبراً». [خ¦3059].
          [قلتَ رضي الله عنك:] مطابقة الترجمة للحديث الأول على وجهين:
          إما أن يكون النبي صلعم سُئل هل ينزل بداره بمكة؟ وهو مُبيَّنٌ في بعض الحديث، وقوله: «وهل ترك لنا عقيل منزلاً؟» [بيِّنٌ] ؛ لأنه إذا ملك ما استولى عليه في الجاهلية من ملك النبي صلعم / فكيف لا يملك ما لم يَزَل له مُلْكاً أصالة؟
          وإما أن يكون سئل هل ينزل(9) من منازل مكة شيئاً؛ لأنها فتحت عُنوة؟ فبيَّن أنَّه منَّ على أهلها بأنفسهم وأموالهم فتستقر أملاكهم عليها كما كانت. وعلى التقديرين فأهل مكة ما أسلموا على أملاكهم، ولكنهم(10) منَّ عليهم ثم أسلموا، فإذا ملكوا وهم كفار بالمنِّ (فمُلك)(11) من أسلم قبل الاستيلاء أولى.
          وأما حديث عمر في المدينة فيطابق الترجمة(12) مطابقة بيِّنة(13)، غير أن عثمان وعبد الرحمن(14) لم يكونا من أهل المدينة ولا دخلا في قوله: «قاتلوا عليها في الجاهلية، وأسلموا عليها في الإسلام»، فالكلام عائد على (عموم)(15) أهل المدينة لا عليهما، والله أعلم.


[1] في (ع): «أبو أسامة».
[2] في (ت): «فقال».
[3] في (ت) و(ع): «تقاسمت».
[4] في (ع): «يرجعا».
[5] في (ت) و(ع): «يأتني».
[6] في (ع) بدلاً منها «فيقول».
[7] في (ت) و(ع): «أفأتركهم».
[8] في (ع): «ليروني».
[9] في (ع): «يترك».
[10] في (ع): «ولكن».
[11] طمس في (ز).
[12] في (ت) و(ع): «فمطابقٌ للترجمة».
[13] في (ع): «مبينة».
[14] في (ت) و(ع): «عبد الرحمن وعثمان».
[15] ليست في (ع).