المتواري على أبواب البخاري

باب: عمل صالح قبل القتال

          ░13▒ باب العمل الصالح قبل القتال _وقال أبو الدرداء: «إنما تُقاتِلون بأعمالكم»_ وقول الله (تعالى)(1): {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ. كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ} [الصف:2-3] الآية.
          140- [وفيه البراء:] «أتى النبيَّ صلعم رجلٌ مُقَنَّعٌ(2) بالحديد، فقال(3): يا رسول الله، أأقاتل أو أُسْلِم(4)؟ قال: أَسْلِم ثم قاتل، فأسلم ثم قاتل فقُتِلَ، فقال(5) النبي صلعم : عَمِلَ قليلاً وأُجِرَ كثيراً(6)». [خ¦2808].
          [قلتَ رضي الله عنك:] المطابقة بين الترجمة وبين ما بعدها بيِّنٌ(7) ظاهر إلا قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ}، لكن وجهه على الجملة أن الله(8) عاتَبَ من قال أنَّه يفعل الخير ولم يفعله، ثم أعقب ذلك بقوله: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً} فأثنى على مَنْ وَفَى وثبت ثم قاتل، والله أعلم، وفي الآية بالمفهوم الثناء على من قال وفعل، فقوله المتقدم وتأهبه للجهاد عملٌ صالح قدمه على الجهاد.


[1] ليست في (ت).
[2] في (ت) و(ع): «أتى النبيُّ صلعم على رجلٍ مقنَّعٍ».
[3] في (ت) و(ع): «قال».
[4] في (ت) و(ع): «أقاتل وأسلم».
[5] في (ع): «قال».
[6] في (ت) و(ع): «عملٌ قليل وأجرٌ كثير».
[7] في (ع): «المطابقة بين الترجمة وبين هاتين».
[8] زاد في (ع): «تعالى».