المتواري على أبواب البخاري

باب: إذا حرق المشرك المسلم هل يحرق؟

          ░152▒ باب إذا حَرَّق المشركُ المسلمَ هل يُحَرَّقُ؟
          172- فيه أنس: «أنَّ رهطاً من عُكْل ثمانية قَدِموا على النبي صلعم ، فاجتووا المدينة، فقالوا: يا رسول الله، أبغِنا رِسلاً، فقال: ما أجد لكم(1) إلا أن تلحَقوا بالذَّود، فانطلقوا، فشربوا من أبوالها وألبانها حتى صَحُّوا وقتلوا الراعي... إلى قوله: فقطع أيديهم وأرجلهم، ثم أمرَ بمسامير فأُحمِيت فكحلهم(2) بها...» الحديث. [خ¦3018].
          173- وفيه(3) أبو هريرة: قال النبي صلعم : «قَرَصَتْ نملة نبيَّاً من الأنبياء، فأمرَ بقرية النمل فأُحرِقت، فأوحى الله تعالى إليه: أنْ قرصتك نملة أحرقت أمة من الأمم تسبِّح». [خ¦3019].
          [قلتَ رضي الله عنك:] كأنه جمع بين حديث: «لا تعذبوا بعذاب الله» وبين هذا، فحمل الأول على غير سبب، وحمل الثاني على مقابلة السيئة بمثلها من الجهة العامة، وإنْ لم تكن من نوعها الخاص، وإلا فما في (هذا)(4) الحديث أنَّ الرهط فعلوا بالرعاء ذلك، وهو أحسن من تقدير ابن بطال عليه [أنه استدلال أولويٌّ(5) ؛ لأنهم إذا سُملوا ولم يفعلوا] فأولى لهم إذا فعلوا.


[1] في (ع): «ما أجدكم».
[2] في (ع): «وكحلهم».
[3] في (ت): «فيه» بدون واو.
[4] ليست في (ع).
[5] في (ت): «أو نويٌ».