المتواري على أبواب البخاري

باب ما جاء في حرم المدينة

          ░░29▒▒ باب ما جاء في حرم المدينة /
          135- فيه أنس: قال النبي صلعم : «المدينة حرم من كذا إلى كذا، لا يُقطع شجرها ولا يُحْدَثُ فيها حَدَث، من أحدثه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين». [خ¦1867].
          وقال أنس: «قدم النبي صلعم المدينة وأَمَر ببناء المسجد، فقال: يا بني النجار، ثامنوني بحائطكم هذا، قالوا: لا نطلب ثمنه إلا إلى الله، فأَمَر بقبور المشركين فنُبِشت، ثم بالِخرَبِ فسُوِّيت، وبالنخل فقُطِع، فصَفُّوا النخل قِبلة المسجد». [خ¦1868].
          136- وفيه أبو هريرة: قال النبي صلعم : «حُرِّمَ ما بين لابتي المدينة على لساني، وأتى النبي صلعم بني حارثة فقال: أراكم يا بني حارثة قد خرجتم من الحرم، ثم التفت فقال: بل أنتم فيه». [خ¦1869].
          137- وفيه علي: «ما عندنا إلا كتاب الله، وما في هذه الصحيفة عن(1) النبي صلعم : المدينة حرم ما بين عير إلى (كذا)، من أحدَث فيها حدثاً أو آوى (فيها) محدثاً؛ فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل (الله) منه صرفٌ ولا عدلٌ...» الحديث. [خ¦1870].
          [قلتَ رضي الله عنك:] الذي وقع في الأمهات: «ما بين عير إلى» وسكت(2) عن النهاية.
          وقد نقل من طريق آخر: «ما بين عير إلى ثور»، والظاهر أنَّ البخاريَّ أسقطها عمداً؛ لأنَّ أهل المدينة يُنكرون أنْ يكون بالمدينة جبل يسمى ثوراً، وإنَّما هو بمكة، فلما تحقق عند البخاريِّ أنَّه وَهْمٌ أسقطه وذَكَر بقية الحديث، و [هو] مفيد، إذ البُدْأة يتعلق بها حكم فلا يترك لإشكالٍ سنح في حكم النهاية.


[1] في (ت): «إلا عن».
[2] «وسكت» ليست في (ز) ومكانها بياض، وفي (ع): «وسكت في النهاية».