المتواري على أبواب البخاري

باب إضمار الخيل للسبق

          ░57▒ باب إضمار الخيل للسَّبْق(1)
          146- فيه ابن عمر: «أنَّ النبي صلعم سابق بين الخيل التي لم تضمَّر(2) وكان أمَدُها / من الثَّنِيَّة إلى مسجد بني زُرَيق، وإن ابن عمر كان سابق بها». [خ¦2869].
          [قلتَ رضي الله عنك:] إن قيل: كيف ترجم على إضمار الخيل للسبق(3) وذكر المسابقة للخيل التي لم تضمَّر؟ قيل: إنما كان البخاريُّ يترجم على الشيء من الجهة العامة، فقد يكون ثابتاً وقد يكون منفياً، فمعنى قوله: باب إضمار الخيل للسبق(4) ؛ أي هل هو شرط أم لا؟ فبيَّن أنه ليس بشرط؛ لأنَّ النبي صلعم (5) سابق بها مُضَمَّرةً وغير مُضَمَّرةٍ، وهذا أقعد بمقاصد البخاريِّ من قول الشارح: «إنَّما ذكر طرفاً من الحديث ليدل على تمامه، وقد سبق تمامه»، لأنَّ للقائل أن(6) يقول: إذا لم يكن بد من الاختصاص فذِكْرُ الطرف(7) المطابق للترجمة أولى في البيان، لا سيما والطرف المطابق هو أول الحديث، إذ أوله عن ابن عمر: «سابق النبي صلعم بين الخيل التي أضمرت من الحَفْياء إلى ثنية الوداع، ثم ذكر الخيل التي لم تُضَمَّر» كما ساقه في هذه الترجمة، فحَمْله على تأويلنا لا مُعترِض عليه إن شاء الله(8).


[1] في (ز): «السبق».
[2] في (ز): «التي ضَمَّرها» وسياق الكلام بعدها يأباه.
[3] في (ز): «السبق».
[4] في (ز): «السبق».
[5] في (ت) و(ع): «لأنه صلعم ».
[6] في (ت): «القائل قد».
[7] في (ع): «الظرف».
[8] زاد في (ع): «تعالى».