المتواري على أبواب البخاري

باب الدعاء بالجهاد والشهادة للرجال والنساء

          ░3▒ باب الدُّعاء بالجهاد والدعاء(1) للرجال والنِّساء
          وقال عمر ☺: «ارزقني شهادة في بلد رسولك».
          138- فيه أنس: «كان النبي صلعم يدخل على أمّ حَرَام (بنت مِلحان) فتُطعمه، وكانت تحت عبادة بن الصَّامت، فدخل عليها النبي صلعم ، فأطعمته وجعلت تَفْلي رأسه، فنام النبي صلعم ثم استيقظ وهو يضحك، (قالت:) فقلت(2): ما يضحكك يا رسول الله؟ / قال: ناس من أمتي عُرِضوا عَليَّ غُزاة في سبيل الله يركبون ثَبَجَ هذا البحر، ملوكاً على الأسرة _أو مثل الملوك، شكَّ إسحاق_ قال(3): فقلتُ: يا رسول الله، ادْعُ الله أن يجعلني منهم، فدعا لها، ثمَّ وضع رأسه، ثم استيقظ وهو يضحك (قلت: ما يُضحكك يا رسول الله؟ قال: ناس من أمتي عُرضوا عليَّ غزاة في سبيل الله كما قال في الأولى)، فقالت: ادع الله أن يجعلني منهم، قال: أنت من الأوَّلين، فرَكِبت البحر في زمن معاوية بن أبي سفيان، فصُرِعت عن دابَّتها حين خرجت (من البحر)، فَهَلكت». [خ¦2788] [خ¦2789].
          [قلتَ رضي الله عنك:] مدخله في الفقه أنَّ الدعاء بالشهادة حاصله أنْ يدعو الله أنْ يُمكِّن منه كافراً يعصي الله فيقتله، وقد استشكل أجزاء الدعاء بالشهادة على القواعد، إذ مقتضاها أن لا يتمنى معصية الله لا له ولا لغيره، ووجه تخريجه على القواعد أن الدعوة(4) قصداً إنما هو نيل الدرجة الرفيعة المعدَّة للشهداء، وأما قتل الكافر فليس بمقصود الداعي، وإنما هو من ضرورات الوجود؛ لأنَّ الله تعالى أجرى حكمه أنْ لا ينال تلك الدرجة إلا شهيد، فلهذا أدخل البخاريُّ هذه الترجمة وعَضَدها بالأحاديث ⌂.


[1] في (ت) و(ع): «والشهادة».
[2] في (ت) و(ع): «قلت» بغير الفاء.
[3] في (ت) و(ع): «قالت».
[4] في (ت) و(ع): «الدعاء».