المتواري على أبواب البخاري

باب البيعة في الحرب أن لا يفروا

          ░110▒ باب البيعة في الحرب ألا يَفرُّوا
          وقال بعضهم: على الموت؛ لقول الله ╡ (1): {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ} [الفتح:18].
          153- فيه ابن عمر: «رجعنا من العام المقبل، فما(2) اجتمع منَّا اثنان على الشجرة التي بايعنا تحتها رسول الله صلعم ، كانت رحمة من الله، فسألنا نافعاً: على أيِّ شيءٍ بايعتم(3) رسول الله صلعم ؟ على الموت؟ قال: لا، (قل: بايعهم) على الصبر». [خ¦2958].
          154- وفيه عبد الله بن زيد: «لما كان زمن الحَرَّة أتاه آتٍ فقال له: إنَّ ابن حنظلة يبايع الناس على الموت، قال: لا أبايع على هذا (أحداً) بعد النبي صلعم ». [خ¦2959].
          155- وفيه سلمة: «بايعتُ النبيَّ صلعم ، ثم عَدَلتُ إلى ظلِّ الشجرة(4)، فلما خفَّ الناس قال: يا ابن الأكوع، ألا تبايع؟ قلت(5): قد بايعتُ يا رسول الله، قال: وأيضاً، فبايعته الثانية، فقلت: يا أبا مسلم، (على)(6) أيِّ شيء كنتم تبايعون يومئذ؟ قال: على الموت». [خ¦2960].
          156- وفيه أنس: «كانت الأنصار يوم الخندق تقول:
          نحُن الذين بَايعوا محمداً على الجهادِ ما بقينا أبداً
          فأجابهم [فقال]:
          اللهمَّ لا عيشَ إلَّا عيشُ الآخرة فأكرِم الأنصارَ والمُهاجِرة». [خ¦2961].
          157- وفيه مجاشع بن مسعود: «أتيت النبي صلعم أنا وأخي، فقلتُ بايِعْنا على الهجرة! فقال(7): مَضَت الهجرة لأهلها، فقلت: على ما(8) تُبايعُنا؟ قال(9): على الإسلام والجهاد». [خ¦2962] [خ¦2963].
          [قلتَ رضي الله عنك:] وجه مطابقة الترجمة للآية قوله أثناءها: {فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ} [الفتح: 18] مبنياً على قوله: {فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ} [الفتح: 18] / والسكينة الثبوت(10) والطمأنينة في موقف الحرب، دلَّ (ذلك)(11) على أنهم أضمروا في قلوبهم الثبوت وألا يفروا، فأعانهم الله على ذلك وأنزل السكينة [عليهم]، وإنَّما أضمروا أنْ لا يفروا (وفاءً بالبيعة والعهد)(12).


[1] في (ع): «لقوله ╡».
[2] في (ت): «فلما».
[3] في (ت) و(ع): «بايعهم».
[4] في (ت) و(ع): «شجرة».
[5] في (ت): «فقلت».
[6] ليست في (ع).
[7] في (ع): «قال».
[8] في (ع): «علامَ».
[9] في (ع): «فقال».
[10] في (ع): «السكوت».
[11] ليست في (ت).
[12] في (ت) و(ع): «وفاء بالعهد».