مصابيح الجامع الصحيح

باب فضل العمل في أيام التشريق

          ░11▒ (وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْلًومَاتٍ) لا يريد به لفظ القرآن، إذ لفظه هكذا: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ} [الحج:28]، ومراده أنَّ الأيَّام المعلومات هي العشر الأوَّل من [ذي] الحجَّة، والأيَّام المعدودات هي الأيَّام الثَّلاثة الحادي عشر من ذي الحجَّة المسمَّى بيوم النَّفر، والثَّاني عشر والثَّالث عشر المسمَّيان بالنَّفر الأوَّل والنَّفر الثَّاني، وسُمِّيَت هذه الثَّلاثة بأيَّام التَّشريق؛ لأنَّ لحوم الاضاحي تُشرَّق فيها؛ أي: تُقدَّد، وتشريق اللَّحم تقديده، أو لأنَّ الهديَ لا يُنحَر حتَّى تُشرِق الشَّمس، وسيأتي بعده بقليل.
          (مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ) أي: ابن الحسين بن علي الباقر.
          إن قلتَ: الظَّاهر من السِّياق أنَّه أراد بالتَّكبير خلفها؛ التَّكبيرُ في أيَّام العشر لا في أيَّام التَّشريق؛ كما كبَّر ابن عمر وأبو هريرة، فلا يناسب التَّرجمة؛ قلتُ: البخاريُّ كثيرًا يذكر التَّرجمة ثمَّ يضيف إليها ما له أدنى ملابسةً بها استطرادًا.