مطالع الأنوار على صحاح الآثار

العين مع الواو

          العين مع الواو
          1657- قوله في المرأةِ: «وفيها عِوَج» قال أهلُ الُّلغةِ: العَوجُ بفتحِ العينِ في كلِّ شخصٍ مرئيٍّ، وبالكسرِ فيما ليسَ بمرئيٍّ، كالرأيِ والكلام، إلَّا أبا عمرٍو الشَّيبانيِّ فإنَّه قال: الكسرُ فيهما معاً، ومصدرُهما بالفتحِ معاً، حكاه ثعلبٌ عنه.
          وقوله: «حتَّى يُقِيمَ به المِلَّةَ العَوْجَاء» [خ¦2125] يعني: ملَّةَ إبراهيمَ التي غيَّرتها العربُ عن استقامتِها، وأمالتَها بعدَ قوامِها.
          1658- قوله: «قد عادوا حُمَماً» [خ¦6560]؛ أي: صاروا فحماً، والعودةُ تكون بمعنَى الصَّيرورةِ إلى حالةٍ أخرى، وإن لم يكن عليها من قبلُ، كما قال: {أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا} [الأعراف:88]، ولم يكن في ملَّةِ الكفرِ قطُّ.
          ومنه قول النَّبيِّ صلعم لمعاذ: «أَعُدْتَ فتاناً يا معاذُ»؛ أي: صِرتَ، وقد تكونُ العودةُ بمعنى الرُّجوع إلى حالةٍ قد كان العائدُ عليها من قبلُ، كقولك: عدتُ إلى مكانِي، ومعادُ الآخرةِ، و{كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ}[الأعراف:29].
          قوله: «من عَاد مَرِيضاً» [خ¦75/12-8423]؛ أي: زارَه وافتقدَه، سمِّيت عيادةً؛ لأنَّ النَّاسَ يتكرَّرون عليه؛ أي: يرجِعون، ويقال: عُدت المريضَ عوداً وعيادةً، الياءُ منقلبةٌ من واوٍ.
          «وهذا يومُ عيدٍ» [خ¦950] لأنَّه يعودُ ويتكرَّرُ لأوقاتِه، وقيل: يعودُ بالفرحِ على النَّاسِ، وقيل: سمِّي عيداً تفاؤلاً ليعودَ ثانيةً.
          و«زادَك الله حِرصاً، ولا تَعُد» [خ¦783]؛ أي: لا تعُد إلى التَّأخُّرِ، وقيل: إلى التَّكبيرِ دونَ الصفِّ، وقيل: إلى الدَّبِّ وأنتَ راكعٌ، وقال الدَّاوديُّ: معناه ولا تعُد إلى هذِه الصَّلاةِ فإنَّها مُجزِيةٌ عنك؛ كأنَّه يقول: لا تَعُد إليها ثانيةً فتُعيدَها، تصوِيباً لفعلِه.
          وقوله: «سمعتُه بدءاً وعَوداً» [خ¦5384]؛ أي: مرَّة ثانيةً، عاودَ الحديثَ فيه بعدِ ابتدائِه.
          1659- قوله: «معهم العُوذُ المَطَافيلُ» [خ¦2731] جمع عَائِذ، / وهي كلُّ أنثَى لها سبعُ ليالٍ منذُ وضعَت، وقيل: النِّساءُ مع الأولادِ، وقيل: النُّوقُ مع فصلانِها، وهذا هو أصلُها، كما قال الخليلُ: حتَّى يقوى ولدُها، وهي كالنُّفساء من النِّساء، والمطافيلُ: ذواتُ الأطفالِ، وهم الصِّغارُ.
          وقوله: «عائذاً بالله من ذلك» [خ¦1049] مصدرٌ على فاعل، والعَوذُ والعِياذُ والمَعاذُ كلُّه بمعنى الملجَإِ واللَّجإ واللِّياذِ.
          وقوله: «يعوِّذُ نفسَه بالمعوِّذات» [خ¦4439] هي: {أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}، و{بِرَبِّ النَّاسِ}؛ أي: يَرقِي نفسَه بقراءتِها ويجعلُها لنفسِه مَعاذاً ولَجَأً من الآفاتِ.
          قال الخَطَّابيُّ: قوله: «عائذاً بالله» يَحتمِل أنَّه به عائذٌ، أو أن يكون عائذٌ بمعنى معوَّذٌ، فاعلٌ بمعنى مفعولٌ، كما قيل: سرٌّ كاتمٌ، وماءٌ دافقٌ.
          1660- قوله: «ولا ذاتُ عَوارٍ» [خ¦1455] بفتحِ العينِ، وهو العيبُ في بهيمةٍ أو ثوبٍ أو غيرِهما، وأمَّا «العُوَّارُ» ففي العينِ _بضمِّ العين وشدِّ الواو_ وهو كثرةُ قَذَاها، فأمَّا ذهابُ إحداهُما فهو «العُوَارُ» بالضمِّ وتخفيفِ الواو، و«العَوَر»؛ أيضاً العيبُ، وكلُّ معيبٍ أعورٌ، والأنثى عوراءُ، وكذلك الكلمةُ القبيحةُ.
          و«العاريَّة» [خ¦51/36-4116] مشدَّدةُ الياءِ، وحُكِي فيها التَّخفيفُ؛ وهي ما يتداولُه النَّاسُ بينَهم من منافعِ الأعيانِ، مشتقَّةٌ من التَّعاورِ الذي هو التَّداولُ بغيرِ عِوَضٍ، وهو من ذواتِ الواوِ، وزعمَ بعضُهم أنَّها من العارِ، وهو فعلُ ما يعابُ به الإنسانُ.
          1661- قوله: «فأعْوَزَ أهلُ المدينةِ من التَّمرِ» [خ¦1511]؛ أي: فقدُوه واحتاجُوا إليه، يقال: أعوزَ إذا احتاجَ، والاسمُ العَوَزُ، والمُعْوِزُ: الفقيرُ.
          1662- قوله: «إنَّ المُعْوَل عليه يُعذَّبُ» كذا بالإسكانِ رويناه، ورواهُ بعضُهم: «المُعَوَّل عليه»، وهو المَبْكيُّ عليه، يقال: أعولَت المرأةُ تُعْوِلُ إذا بكَت بصوتٍ، وفيه لغةٌ: عوَّلَت، وعلى هذه يقال: المعوَّل عليه.
          وفي مسلمٍ: «فعوَّلَت حفصةُ... وعوَّلَ صهيبٌ» ولابنِ الحذَّاءِ: «أعولَت.. وأعوَلَ» والاسمُ «العَولُ»، / وأمَّا عَولُ الفرائضِ فهو ارتفاعُ حسابِها، والعَوْلُ الزِّيادةُ، وقيل ضدُّه.
          و«المِعْوَل» [خ¦4101] بكسرِ الميم وسكونِ العينِ المهملةِ التي يُحفَر بها.
          وقوله: «وبالصِّياحِ عَوَّلُوا علينا» [خ¦4196] قد يكونُ من العويلِ، وهو رفعُ الصَّوتِ، وقيل: من التَّعويلِ وهو الاحتمالُ، يقال: عوَّل عليه في أمرِه؛ أي: احتملَ عليه في حملِه إيَّاه، ووثِقَ به.
          قوله: «من عَال جَاريتين»؛ أي: مانَهما وقامَ بنفقتهنَّ، وأصلُه من العَوْلِ، وهو القُوتُ، ومنه: «وابدَأ بمَن تَعُول» [خ¦1426]؛ أي: بمن تقوتُ، ومنه: «ولِيَ عِيَال» [خ¦2311]، «وأطعِمْه عِيالَك» [خ¦6709]، هم من يقوتُه الإنسانُ من ولدٍ وزوجةٍ.
          وقول أمِّ هاني: «وِليَ عِيالٌ» يعنِي: و«ليَ» بنون، يدلُّ عليه قولُه صلعم لها: «احنَاه على ولدٍ في صِغَرِه». [خ¦5082]
          1663- و«بيع المُعَاومَة» بيعُ ثمرِ الشَّجرِ سنين، مشتقٌّ من العَام، وهو من معنَى بيعِه قبلَ بدوِّ صلاحِه، وقيل: هو اكتراءُ الأرضِ سنينَ، يعني: أرضَ المطرِ، وما ليسَ بمأمونٍ.
          1664- وقوله: «أيُعاضُ زوجُها منها» [خ¦68/20-7858]؛ أي: يُعطَى عِوَضاً.