مطالع الأنوار على صحاح الآثار

العين مع الذال

          العين مع الذَّال
          1561- قوله: «إنَّ الميَّت لَيعذَّب ببُكاءِ أَهلِه عليه» [خ¦1286] قيل: هو على ظاهرِه إذا كان ذلك بأمرِه ووصيَّته، وقيل: كان ذلك خاصَّاً في كافرٍ مرَّ عليه وهم يبكونَ عليه وهو يعذَّبُ، وهو تأويلُ عائشةَ ♦، وقيل: إنَّه ليعذَّبُ بذلك، ويُشفِق منه إذا سمعَه ويرقُّ له قلبُه، وهذا دليلُ حديثٍ قبلَه، وقيل: هو تقريعُه وتوبيخُه على ما يُثنى به عليه ويُندَب به، وقيل: يعذَّبُ بالجرائم التي اكتسبَها / من قبلُ من غصبٍ وظلمٍ، تُثني به على موتاها.
          1562- قوله: «استَعْذَر من عبدِ الله» [خ¦2661]، وقوله: «مَن يعذِرُنِي مِن رَجُلٍ» [خ¦2661]، قال في «البارع»: معناه: من ينصُرُنِي عليه، والعذيرُ النَّاصرُ، وقال الهَرويُّ: معناه من يقومُ بعذْرِي إن كافأتُه على سوءِ فعلِه، يقال: عَذَرْتُ الرَّجلَ وأعذرْتُه قبلتُ عُذْرَه وعِذْرَه وعِذْرتَه ومَعْذِرتَه، وعذَر الرَّجلُ وأعذرَ إذا أذنبَ فاستحقَّ العقوبةَ، وعَذَر إذا أبلَى عُذرْاً، وعَذَّر أيضاً قصَّر وعَذَّر أيضاً وأعذَر كثُرتْ عيوبُه.
          و«العَذارى» [خ¦5080] الأبكارُ من النِّساءِ، وعُذرتُهنَّ: بكارَتُهنَّ، ولذلك سُمِّين: عَذارى، وبه سمِّيتِ الجامعةُ من الأغلالِ عَذراءُ لضيقِها، وقيل لكلِّ أمرٍ صَعُب إليه السَّبيل وضاقَ: قد تعذَّرَ.
          وقوله: «أعْلَقتُ عليه مِن العُذْرة» [خ¦5713] هو وجْعُ الحلقِ، قاله ابنُ قتيبةَ، وقال أبو عليٍّ: هي اللَّهَاةُ، وقال غيره: هو قريبٌ من اللَّهاةِ.
          وقوله: «لا أحَدَ أحَبُّ إليه العُذرُ مِنَ الله تعالى» [خ¦7416]؛ أي: الإعذارُ والحجَّةُ، ويُبيِّنُه آخرُ الحديثِ: «من أجلِ ذلك أرسلَ الرُسُل وأنزلَ الكتُبَ».
          وقوله في الجنائز: «إن كان رسُول الله صلعم لَيَتَعَذَّرُ: أينَ أنا اليومَ؟ أين أنا غداً؟» [خ¦1389]، كذا لأبي ذرٍّ، قال الخَطَّابيُّ: أي: يتعسَّرُ ويتمنَّعُ، ومنه قوله(1) :
ويوماً على ظهرِ الكثيبِ تعذَّرت                     .....................
          ولسائرِ الرُّواةِ: «يتقدَّر»(2) من التَّقديرِ ليومِها وانتظارِه.
          1563- وقوله: «حينَ عذَلَه» العَذَلُ: اللَّومُ.
          1564- وقوله: «أنا... عُذَيقُها المُرَجَّب» [خ¦6830] العَذْقُ بالفتحِ النَّخلةُ، وبالكسرِ العُرجونُ، واختُلفَ في هذا هل هو تَصغيرُ النَّخلةِ أو العُرجونِ، و«كم من عِذْقٍ مذلَّلٍ لابنِ الدَّحداحِ» بالفتحِ والكسرِ.
          «وأشرَكتْهُ... حتَّى في العذْقِ(3)» [خ¦4600] بالكسرِ للأصِيليِّ، وبالفتحِ لغيره، وهو أصوبُ.
          وقوله: «فأعطته عِذَاقاً...وردَّ...عِذَاقَها» [خ¦2630] بكسرِ العينِ؛ جمع عَذْقٍ بالفتحِ، ويُجمع أيضاً على عُذُوقٍ وأعذاقٍ، وقيل: إنَّما يقالُ للنَّخلةِ عَذْقٌ؛ إذا كانت بحملِها، وللعُرجونِ عِذقٌ؛ إذا كان تامَّاً بشماريِخه وثمرِه.
          و«عَذْق بن حُبيقٍ» بفتح العين نوعٌ من التَّمرِ رديءٌ، و«عَذْقُ زيدٍ» [خ¦2127] مثلُه.
          وفي حديثِ أبي طلحةَ: «وجاء بعِذْقٍ فيه رُطَبٌ وتمرٌ وبُسْرٌ» بكسرِ العينِ، قال بعضُهم: لعلَّه: «بعَرَقٍ» يعني: الزَّنبيلَ، لمِا ذُكِر من جمْعِه هذه معه، / ولا ضرورةَ تدعو إلى هذا، فقد رواه المروزيُّ(4) : «بقِنْوٍ»، وهو العُرجونُ، مع أنَّه يكونُ في العِذْقِ الذي هو العُرجونُ ما قد أرطبَ ويبسَ مُعجَّلاً، فصارَ تمراً وما بقي بُسراً.


[1] بيت من معلقة امرئ القيس المشهورة كما في «ديوانه»░32▒ وتمامه:
~...............                      عَليَّ وآلَتْ حَلْفَةً لم تَحَلَّلِ
[2] وهو في مسلم ░2443▒: (ليتفقَّد).
[3] بكسر العين وفتحها.
[4] كذا في الأصول، وفي «المشارق»: (الترمذي)، وانظر «سنن الترمذي» ░2369▒.