مطالع الأنوار على صحاح الآثار

العين مع الفاء

          العين مع الفاء
          قوله: «أرضٌ عَفرَاء» [خ¦6521] هي التي ليسَت بخالصَةِ البياضِ، هي إلى الحمرةِ قليلاً، ومنه قيل: للظِّباء عُفُر؛ لأنَّها كذلك.
          وقوله: «حتَّى رأينا عَفَر إبطَيه» بفتحِ الفاءِ، ويروَى: «عُفرَةَ» [خ¦2597] بضمِّ العينِ، و«عُفرتَي» [خ¦7174] وهذِه روايةُ الجُمهورِ، وبضمِّ العينِ للجيانيِّ، وبفتحِها لأبي بحرٍّ وغيرِه، قال الوَقَّشِيُّ: الوجهُ عُفرتَي وعَفرتي؛ أي: بياضها؛ مأخوذٌ من عُفْرِ الأرضِ.
          وقوله: «هل يُعفِّر محمَّدٌ وجهَه... بالتُّراب»؛ أي: هل يسجُدُ على الأرضِ؟ و«ليعَفِّرنَ وَجههُ بالتُّرابِ»؛ أي: لامعَكنَّه به، وقوله: «عفِّرُوه»؛ أي: اغسلُوه بالتُّرابِ.
          وقوله: «ثوبٌ مَعَافِريٌّ» منسوبٌ إلى مَعافرَ بفتحِ الميمِ، قاله يعقوبُ وثعلبٌ وأنكرَ ضمَّها، وقال لنا أبو الحسينِ: ويقالُ: بضمِّها، وهو اسمُ رجلٍ من اليمنِ يقال له: يَعْفُرُ بن زُرعة، ويقال: يُعْفُرُ، ويقال: سمِّيَ «معافرَ» ببيتٍ قالَه.
          وفي «الجمهرة»: معافِرُ موضعٌ باليمنِ تُنسَب إليه الثِّيابُ المعافرِيَّةُ.
          وقوله صلعم: «تفلَّتَ عليَّ عِفريتٌ» [خ¦461] هو القويُّ النَّافذُ مع خُبثٍ ودهاءٍ.
          1634- وقوله: «اعرفْ عِفَاصَهَا» [خ¦2372] هو الوعاءُ الذي يكونُ فيه، ومنه عِفاصُ القارورَةِ، وهو الجلدُ الذي / يُلبَسُه رأسُها.
          1635- قوله: «في عَفَافٍ» [خ¦34/16-3241] العِفَّة الكفُّ عمَّا لا يحلُّ، ورجلٌ عَفٌّ بيِّنُ العفَافِ، والعَفافةِ والعِفَّةِ بالكسرِ.
          قوله: «رَبَطَها... تعفُّفاً» [خ¦2371] يعنِي: عن السُّؤالِ، ومنه: «اليَدُ العُليا المُتَعَفِّفَة» على روايةِ من رواه كذلِك.
          وقوله: «عفيفٌ متعفِّفٌ ذو عِيَالٍ»؛ أي: عفيفٌ عمَّا لا يحلُّ، ومتعفِّفٌ عن السُّؤالِ.
          وقوله: «وعِفُّوا إذ أعفَّكُم الله»؛ أي: اتركُوا الكسبَ الخبيثَ، وعفُّوا عنه إذا وسَّعَ الله عليكُم وأغناكُم، وعليه يدلُّ الحديثُ وما قبلَ الكلامِ وبعدَه أنَّه في «بابُ المطاعِمِ والمالِ»، وقد يَحتمل أن يُريدَ: إذ أخرجَكُم الله من فجورِ الجاهليَّةِ إلى عَفافِ الإسلام، فالتزمُوا العِفَّة في كلِّ شيءٍ، وقوله: «ويأمر..بالعَفَاف» [خ¦7] معناه هنا: تَركُ الزِّنا والفجورِ.
          وقوله: «من يَستَعفِفْ يُعفُّه الله» [خ¦1427]؛ أي: من يعفَّ عن السُّؤالِ يُعِنْه الله على ذلك، ويرزُقُه من حيثِ لا يَحتسِب، قال أبو زيدٍ: العِفَّة تَركُ كلِّ قبيحٍ، والعَفيفةُ من النِّساءِ الخيِّرةُ الكافَّة عن الخَنَا والقبيحِ.
          1636- وقوله: «عَافَسنا الأزوَاجَ والأولادَ»؛ أي: عالجنَا ذلك ولزِمنَاه، وقيل: لاعبنَاهم، ورواه الخَطَّابيُّ: «عانسنا» وفسَّره: عانقنا، ونحوه في «البارِع»، والأوَّلُ أولى لذكرِه الضَّيعاتِ.
          1637- «أمرَ... بإعفاءِ اللِّحَى»؛ أي: بِتَوفِيرِها، يقال: عفَى الشَّيءُ إذا كثُرَ، ويقال: أعفيتُهُ وعَفوتُهُ إذا كثَّرتَه، وقد جاء: «وفِّرُوا الِّلحى». [خ¦5892]
          ومنه: «إذا دخَلَ صَفَر وعَفَا الأثرُ» [خ¦1564]؛ أي: إذا توفَّرَ الوَبرُ الذي حَلقَتها رحالُ الحاجِّ وكثُرَ، وقد يأتِي عَفَى بمعنى قلَّ وذهَبَ، وهو من الأضدادِ، ومنه(1) :
عَفَتِ الدِّيارُ محلُّها فمقامُها                     .............
          وقد قيل مثلُه في: «عَفَا الأثرُ» [خ¦1564] في الرِّوايةِ المشهورةِ في هذا الحديثِ؛ أي: دَرَسَت وذَهَبت معالمُها، وقيلَ: درسَ أثرُ الحاجِّ بعد رجوعِهم.
          وقوله: «العَوافِي» [خ¦1874] ثمَّ فسَّره بـــ «الطَّير والسِّباع» وهو اسمٌ جامعٌ لطلَبِها رزقَها، وكذلك سائرُ الدَّوابِ، وفي الحديثِ الآخرِ: «فما أكَلَت منه العَوَافي له صدقةٌ» بمعناه.
          وقد جاءَ في حديثٍ آخرَ مفسَّراً، وكلُّ من ألمَّ بك / وقصدَك لرَفدِك فهو عافٍ ومعتفٍ، والجمعُ: عُفاةٌ وعَافِيةٌ، يقال: عَفوتُه واعتَفيتُه.
          وقوله: «حتَّى تُعفِّي أثَرَه» [خ¦2917]؛ أي: تمحُوه وتُذهِبَه، وقوله: {عَفَا اللّهُ عَنكَ} [التوبة:43]؛ أي: مُحي ذنبُكَ، وعَفَتِ الرِّيحُ الأثرَ.
          وقوله صلعم: «أعُوذُ بِمُعافاتِك من عُقُوبتك»؛ أي: بعفوِك عنِّي وتركِ مؤاخذَتِك، يقال: عافاهُ الله معافاةً وعافيةً.
          وفي الحديثِ الآخرِ: «أسأَلُك العفوَ والعَافِية والمُعافاةَ» قيل: العفوُ محوُ الذَّنبِ، والعافيةُ من الأسقامِ والبلايا، ودفاعُه عنه اسمٌ وُضِع مَوضِعَ المصدرِ مثلُ راعيةُ البعيرِ، والمعافاةُ مِن أن يعافِيَك الله من النَّاسِ، ويعافِيَهم منك.


[1] هو صدر بيت للبيد بن ربيعة العامري كما في ديوانه ░163▒ وتمامه:
~..............                      بمنًى تأبَّدَ غَوْلُها فَرِجَامُهَا