مطالع الأنوار على صحاح الآثار

العين مع الميم

          العين مع الميم /
          1606- قوله: «أعمَدُ من رَجلٍ قَتَله قَومُه» [خ¦3961] قيل معناه: أعجبُ، وقيل: هل زاد الأمرُ على عميدِ قومٍ قتلَه قومُه؟؛ أي: ليسَ هذا بعارٍ، وعميدُ القوم سيِّدُهم، وهو مِثلُ قوله في الحديثِ الآخرِ: «هل فَوقَ رجلٍ غَلَبه قَومُه» [خ¦3962]، وقد تقدَّم هذا.
          قوله في البيتِ: «على سِتَّةِ أعمِدَةٍ» [خ¦505] وهي الخَشَبُ التي تُرفَع بها البيوتُ، واحدُها عِمادٌ وعمودٌ، ويُجمَعُ على عُمُدٍ وعَمَدٍ.
          ومن ذلِك قولُها: «رَفيعُ العِمَادِ» [خ¦5189]؛ لأنَّ بيوتَ السَّادَةِ عاليةُ الأسمِكَةِ متَّسعةُ الأرجاءِ، وكذلك بيوتُ الكرماءِ، وقد يُكنَى بالعِمادِ عن البيتِ نفسِه؛ أي: إنَّه رفيعُه على ما تقدَّمَ، أو رفيعُ موضِعِه ليقصِدَه الأضيافُ، وقيل: المرادُ به: حَسَبُه وشرفُ نفسِه.
          وقوله في الجالبِ: «على عَمُودِ كَبدِه» يعنِي: على تعبٍ ومشقَّةٍ، وقال غيرُه: يريدُ على ظهرِه، ويروَى: «على عَمُودِ بَطنِه»؛ لأنَّ الظَّهرَ يُمسِك البطنَ ويقوِّيه، فهو كالعَمودِ له.
          وقوله: «ما كانَ يَعمِدُ للصَّلاةِ» بالكسرِ في المستقبلِ حيثُ تكرَّرَ.
          و«نعتَمِدُ على العُـصِيِّ»؛ أي: نتَّكئُ.
          1607- و«من أُعمِرَ عُمرَى» هي إسكانُ الرَّجلِ رجلاً دارَه عُمُرَه، أو تمليكُه منافعَ أرضِه عُمُرَه، أو عُمُرَ المُعطِي، مشتقَّةٌ من العُمُرِ.
          قول عائشةَ ♦: «ما بالُ النَّاسِ حلُّوا ولم تَحْلِلْ من عُمرَتِكَ؟» [خ¦1566] قيل: إنَّما تعنِي من حجَّتِك، والحجُّ يسمَّى عُمرَةً؛ لأنَّ معناهُما جميعاً: القصدُ، وقيل: (من) بمعنَى «الباءِ»؛ أي: بعُمرَتِك.
          وقوله: «لَعَمرُ الله» [خ¦2661]؛ أي: بقاءُ الله.
          1608- وقوله: «فأَمرَ لِي بعُمَالةٍ» بضمِّ العينِ حيثُ وقعَت، هي أجرَةُ العاملِ على عَمَلِه.
          وقوله: «فَعَمَّلني»؛ أي: جعلَ لي عُمالةً على عَمَلِها.
          وقوله: «مُؤنَةُ عَامِلي» [خ¦6729] قيل: أُجرَةُ حافرِ قبرِه، وقيل: أجرَةُ عاملِ صَدَقاتِه، وقيل: العاملُ فيها والأجيرُ، وقيل: الخليفةُ بعدَه، قولُ عمرَ: «فَعَمِلتُ لذلك أعمَالاً». [خ¦2731]
          1609- قوله: «حتَّى إذا استَوى على عُمُمِّه» بضمِّ العينِ والميم وشدِّ الثَّانيةِ، كذا لابنِ المُرابطِ وكذا روَاه أبو عبيدٍ، ورواه بعضُهم: «عُمُمِه» بتخفيفِ الميمِ.
          وعندَ سائرِ رواةِ «الموطَّأ»: «عَمَمِه» بفتحِ العينِ والميم الأُولَى، وكلُّه صحيحٌ، ومعناه: على غايةِ استوائِه وكمالِه وتمام شَبَابِه.
          وقوله: «رَوضَةٌ معْتَمَّةٌ» [خ¦7047]؛ أي: تامَّةُ النَّباتِ مجتمعةٌ.
          قوله: «ولا يُهلِكَهم بِسَنَةٍ بعامَّةٍ»؛ أي: بشدَّةٍ تَستأصلُهم، / وتُهلِك جميعَهم.
          وقوله: «ألا يُصيبَهم بعامَّة»؛ أي: يُهلكَ جماعتَهم، والباءُ زائدةٌ، وقيل: معناه بمصيبةٍ أو شدَّةٍ عامَّةٍ تعمُّهم، أو بهُلكَةٍ للنَّاسِ عامَّة؛ أي: جميعاً.
          وقوله: «بادِرُوا بالأعمَالِ ستَّاً _وذكرَ منها_ وأَمْرَ العامَّةِ» يعنِي: القيامةَ، قالَه قتادةُ.
          1610- قوله: «فَحَفَروا لَه فأعمَقُوا» [خ¦3617]؛ أي: أبعَدَوا في الأرضِ، و{فَجٍّ عَمِيقٍ}[الحج:27]؛ أي: بعيدُ المذهبِ.
          1611- في صحيحِ مسلمٍ: «صَكَّةِ عُمَيٍّ» شِدَّةِ الهاجرةِ، وتقدَّم في الصَّادِ.
          و«تحتَ رايَةٍ عِمِّيَّةٍ» بكسرِ العينِ والميم وشدِّها وتشديدِ الياءِ، وضبطناه في كتبِ الُّلغةِ على أبي الحسينِ بالكسرِ، وتُضمُّ، عِمِّيَّة وعُمِّيَّة، ويقالُ: عِمِّيَّاً، مقصورٌ، قال أبو عليٍّ: يقالُ: قتيل عِمِّيَّاً إذا لم يُعلَم قاتلُه، وفسَّرَ ابنُ جميلٍ الرَّايةَ العِمِّيَّة بأنَّها الأمرُ الأعمَى لا يستبينُ وجهُهُ، وقال ابن راهُوْيَه: هذا في تَجارُحِ القوم وقتلِ بعضِهم بعضاً؛ كأنَّه من التَّعميةِ وهو التَّلبُّسُ، وقيل: العِمِّيَّةُ الضَّلالةُ، وقيل: في فتنةٍ وجهلٍ، وقد فسَّرَها في تمام الحديثِ بقوله: «يَغضبُ لغضبه(1) أو يدعو لِعَصبةٍ أو يَنصُرُ عَصَبَةً».
          وفي الهجرةِ: «لأُعَمِّينَّ على من وَرَائي»؛ أي: أخفِي أمركُما وأُلبِّسُه عليهِم حتَّى لا يُتَّبَعا من التَّعميَةِ.
          ومنه: «فإن عَمِيَ عليكم» كذا للصَّدفيِّ والطَّبريِّ في حديثِ ابن معاذٍ، من العَمَى أو من العَمَاءِ، وهو السَّحابُ الرَّقيقُ؛ أي: حالَ دونَه ما أعمَى الأبصارَ عن رؤيتِه.


[1] في هامش (س) حاشية: (قال النَّووي في «شرح مسلم» في قوله: «يغضب لعصبة أو يدعو لعصبة أو ينصر عصبة» هذه الألفاظ الثلاثة: بالعين والصاد المهملتين، وحكى القاضي عن رواية العذريِّ أنَّها بالغين والضَّاد المعجمتين قال النَّووي: والأوَّل هو الصَّواب المعروف في نسخ بلادنا، والله تعالى أعلم).انتهى.