مطالع الأنوار على صحاح الآثار

العين مع الشين

          العينُ مع الشِّين
          1651- قوله: «كأصواتِ العِشَارِ» [خ¦918] بكسرِ العينِ؛ هي النُّوقُ الحواملُ، ومنه: «ناقَةٌ عُشَراءُ» [خ¦3464]، وهي واحدُ العِشارِ، قال ابنُ دريدٍ: وهي الَّتي لحملِها عَشرةُ أشهرٍ، وقيل: العِشارُ النُّوقُ الَّتي وَضَعَ بعضُها وبعضُها بعدُ لم يَضَع، وقال الدَّاوديُّ: هي التي معَها أولادُها، والأوَّلُ أشهرُ.
          وقوله: «ويكفُرونَ العَشِير» [خ¦29] فسَّرَه في الحديث: «الزَّوج» [خ¦67/88-7717] وكلُّ معاشرٍ عشيرٌ، وعشيرةُ الإنسانِ أهلُه الأدنَون؛ وهم بنُو ابنِه.
          و«عُشُورُ أهلِ الذِّمَّةِ» عُشْرُ أموالِهم؛ إذا سافَروا من أُفُقٍ إلى أفقٍ غيرِ أفقِهم من بلادِ الإسلامِ، وأهلُ الحربِ يُؤخَذ منهم ما صُولِحوا عليه إذا جاؤُوا تجَّاراً.
          و«يوم عاشُورَاء» [خ¦1893] اسمٌ إسلاميٌّ لا يُعرَفُ في الجاهليَّةِ، قاله ابنُ دريدٍ، قال: وليسَ من كلامِهم فاعولاءُ، وحُكيَ عن ابنِ الأعرابيِّ أنَّه سُمِعَ خابوراءَ، ولم يُثبِته ابنُ دريدٍ، وحَكى أبو عمرو الشَّيبانيّ القَصرَ في عاشُورَاء.
          قوله: «فيما سَقَتِ السَّماءُ الأنهارُ والغَيمُ العُشُورُ» كذا في حديثِ مسلمٍ من حديثِ أبي الطَّاهرِ.
          وفي روايةٍ: «العُشرُ»، وهو اسمٌ لما يُؤخذُ [كالسَّحورِ لما يُتَسحَّر به، ورويناهُ عنِ ابنِ وضَّاحٍ في «الموطَّأ» في «بابِ الجِزيةِ» قوله: «فيُؤخذ] منهم العَشورُ»، كذا صوابُه بالفتحِ، وإن لم يُضبَط عنه بفتحِ العينِ، وأكثرُ الشُّيوخِ يقولونَ بالضَّمِّ، وفي روايةِ غيرِ ابنِ وضَّاحٍ: «العُشْر».
          وفي التَّرجمةِ: «عُشُورُ أهلِ الذِّمَّةِ» بالضَّمِّ؛ كأنَّه جَمعُ: عُشر.
          1652- قولها: «زوجِيَ العشَنَّقُ» [خ¦5189] هو الطَّويلُ، قالَه ابنُ عبيدٍ، يريدُ أنَّه ليسَ فيه خَصلَةٌ غير طولِه، وغلَّطَه ابنُ حبيبٍ وقال: هو المقدَامُ الشَّرسُ في أمورِه بدليلِ بقيَّةِ وصفِها له، / وقال النَّيسابوريُّ قولاً يجمعُ التَّفسيرين: هو الطَّويلُ النَّحيفُ، وقيل: هو الطَّويلُ العُنُقِ، كذا في «العينِ»، وحكى ابنُ الأنباريِّ عن ابنِ أبي أويسٍ أنَّه الطَّويلُ، وقد يكونُ القصيرَ، كأنَّه من الأضدادِ، وهذا لا يُعرَف في الُّلغةِ، وإنَّما الذي قال ابنُ أبي أويسٍ: أنَّه الصَّقرُ المِقْدامُ الجريءُ، ثمَّ قال: ويقالُ: الطَّويلُ، فتصحَّف «الصَّقرُ» بالقصيرِ، والله أعلمُ.
          1653- وقوله: «إحدَى صَلاتَي العَشِيِّ» [خ¦482] العَشِيُّ ما بعدَ زوالِ الشَّمسِ إلى الغُرُوبِ.
          و«صلاةُ العِشَاءِ» [خ¦564] هي العَتَمَةُ، ويقال لهما جميعاً: العِشَاءَان بتغليبِ العِشاءِ، كما قيل: الأبوان، هذا قولُ الأصمعيِّ، وقال الخليلُ: العِشاء عندَ العامَّةِ من غروبِ الشَّمسِ إلى أن يولِّي صدرُ اللَّيلِ، وبعضُهم يجعَلُه إلى الفَجرِ، وقال يعقوبُ: العِشاءُ من صلاةِ المغربِ إلى صلاةِ العِشاء، والعِشاءُ آخرُ النَّهار، والعِشاءُ آخرُ الظَّلامِ، وقيل: إنَّما قيل صَلاةُ العِشاءِ والعَشِيِّ؛ لأجلِ إقبالِ الظَّلامِ؛ ولأنَّه يُغشِي البصرَ عن الرُّؤيةِ.
          قوله: «إذا حَضَرتِ العِشاء والعَشاء، فابدؤوا بالعَشاءِ» [خ¦5465] وهي أَكْلَةُ آخرِ النَّهارِ وأوَّلِ اللَّيلِ.
          وفي حديثِ ابنِ مسعودٍ في الجمعِ بعرفةَ: «فصلَّى الصَّلاتين؛ كلُّ صلاةٍ وحدَها بأذانٍ وإقامةٍ، والعَشَاءُ بينَهما» [خ¦1683] بفتحِ العينِ؛ معناه: أنَّه تعشَّى بين الصَّلاتَين، كما جاءَ في الحديثِ الآخرِ لمَّا صلَّى المغرب: «دَعَا بعَشَائِهِ فتَعَشَّى» [خ¦1675] ثمَّ ذكرَ صلاةَ العَتَمةِ بعدَ ذلك.
          وقوله: «عُشَيْشِيَةٌ» تصغيرُ عَشيَّةٍ، قال سيبويه: صُغِّرت على غيرِ مُكبَّرها، وقال الأصمعيُّ: من المحال قولُ العامَّة العِشاءُ الآخرةُ، إنَّما يقال: صلاةُ العِشاء لا غير، وصلاةُ المغربِ، ولا يقال لهذِه: العِشاءُ، والحديثُ المتقدِّمُ يردُّ قولَ الأصمعيِّ.