مطالع الأنوار على صحاح الآثار

العين مع النون

          العين مع النُّون
          1613- قوله: «كأنَّ عينَه عِنَبَةٌ طافِيَةٌ» [خ¦3439]؛ أي: حبَّةُ عنَبٍ، وتقدَّم طافيةٌ.
          1614- وقوله: «أخافُ على نَفسي العَنَتَ» [خ¦5076] يريدُ: الزِّنَا، وأصلُه المشقَّةُ؛ عَقبَةٌ عنوتٌ شاقَّةُ المصعَدِ، وقيل: الهلاكُ، وقيل: الفجورُ في تفسيرِ الآيةِ، وهذا راجعٌ على الهلاكِ في الدِّينِ، قال ابنُ الأنباريِّ: أصلُه التَّشديدُ وتكليفُ المشقَّةِ.
          وقوله صلعم: «إنَّ اللهَ لم يبعثني مُعنِّتاً ولا مُتعنِّتاً»؛ أي: إنَّ الله لم يأمرنِي بإدخالِ المشقَّةِ والضِّيقِ على النَّاسِ، وأنا أيضاً لا أتكلَّفُ ذلك من قِبَلِ نفسِي.
          وقول أبي بكرٍ: «يا غُنثَرُ» [خ¦602] رواهُ الخَطَّابيُّ من طريقِ النَّسفيِّ: «يا عَنتر» بعينٍ مهملةٍ مفتوحةٍ، وهو الذُّباب الأزرق، شبَّهه به تحقيراً له، وأكثرُ الرِّوياتِ فيه عن شيوخِنا: «يا غُنثر» بغينٍ معجمةٍ وثاءٍ مثلَّثةٍ مفتوحةٍ ومضمومةٍ، وبالوجهينِ رويناهُ عن أبي الحسينِ، وهو الذُّبابُ، وقيل: معناه يا لئيمُ يا دنيءُ، وقيل: هو من الغَثْرِ؛ وهو السُّقوطُ، وقيل: من الغَثارَةِ؛ وهو الجهلُ، والنُّونُ زائدةٌ، وقيل: هو الثَّقيلُ الوخيمُ.
          وقولُ البُخاريِّ في (باب البولِ عندَ صاحِبِه) [خ¦4/61-383]، كذا لهم.
          وعندَ القابسيِّ: (عن صاحبِه)، وهو وهمٌ.
          وفي التَّفسيرِ في قولِ المنافقِ: «لئن رَجَعنَا مِن عِندِهِ» كذا لرواةِ البُخاريِّ. [خ¦4900]
          وعندَ الجرجانيِّ: «مِن هذِه»وهو أصوبُ؛ أي: من / الغَزوةِ،أو من هذِه الخَرْجَةِ.
          1615- وفي «بابِ الصَّلاةِ إلى العَنَزَةِ»: «ومعَنا عُكَّازَةٌ أو عَصاً أو عَنَزةٌ» [خ¦500]، كذا لكافَّتهم، ولأبي الهيثمِ: «أو غيره» بدلاً من (عَنَزَة)، والصَّوابُ (عَنَزةٌ)، كما في سائرِ الأحاديثِ، والعَنزةُ عصاً في طرفِها زُجٌّ، قال أبو عبيدٍ: وهي قَدرُ نصفِ الرُّمحِ وأطولُ شيئاً، فيها سِنانٌ مثل سِنانِ الرُّمحِ، قال الحربيُّ عن الأصمعيِّ: العَنزةُ ما دُوِّر نصلُه، والآلةُ والحربةُ العَريضةُ النَّصلِ، وقيل: الحربةُ ما لم يُعَرَّض نصلُه، والعَنَزةُ مشتقَّةٌ من التَّقدُّمِ، ذكر ذلك أبو عليٍّ القالي.
          1616- قوله: «كأنَّها بَكرةُ عَنَطنَطة» هي الطَّويلةُ العُنُقِ في اعتدالٍ واستواءٍ.
          1617- قوله: «إنَّ الملائكةَ تنزِلُ في العَنانِ» [خ¦3210] بفتحِ العينِ؛ وهو السَّحابُ.
          و«العِنِّينُ» الذي لا يأتي النِّساءَ رأساً، وقيل: هو الذي له ذَكرٌ كالشِّراكِ لا ينتشِرُ، وقيل: الذي له مثلُ الزِّرِّ؛ وهو الحَصُورُ.
          1618- قوله: «إيَّاك والعُنْفَ» [خ¦6030] هو ضدُّ الرِّفقِ، يقال: بفتحِ العينِ وضمِّها وكسرِها، قاله أبو مروان بنُ سراجٍ.
          قوله: «ولم يُعَنِّف واحداً منهم» [خ¦946]؛ أي: لم يوبِّخ ولم يُغلِظ له في القولِ.
          قوله: «عُنصُرُهما» [خ¦7517] العُنصرُ: الأصلُ.
          1619- قوله: «أطولُ الناسِ أعناقاً» قيل: هو على وجهِه، وإنَّ النَّاسَ في غرقِ العرقِ وهم ناجُونَ منه، وقيل: مشرئبُّونَ مُبلِّغُوا أعناقِهم انتظاراً لإذنِ الله لهم في دخولِ الجنَّةِ، وقيل: هو إشارةٌ إلى قُربِ المنزلَةِ من كرامةِ الله، وقيلَ: أكثرُ النَّاسِ أعمالاً؛ لفلانٍ عنقٌ من الخيرِ، وقيل: هم يومئذٍ رؤساءُ والسَّادةُ يوصفونَ بطولِ الأعناقِ، وذكرَ الخَطَّابيُّ والهرويُّ أنَّ بعضَ الناسِ رواه بكسرِ الهمزةِ، فإن كان ذلك(1) فهو الإسراعُ يريدُ إلى الجنَّةِ.
          قوله: «لو مَنَعُوني عَنَاقاً» [خ¦1400] هي الجذَعةُ من المعزِ التي قاربةِ الحملَ، قاله على جهةِ التَّقليلِ، والعَناقُ لا تؤخذُ في الصَّدقةِ.
          و«يَسِيرُ العَنَقَ» [خ¦1666] سيرٌ سهلٌ في سُرعَةٍ ليس بالشَّديدِ.
          وقوله: «لا يزالُ النَّاسُ مُختَلفَةً أعناقُهُم في طَلَبِ الدُّنيا»؛ أي: رؤساؤُهم وكبراؤُهم، وقد قيل ذلك في قولِه تعالى: {فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ} [الشعراء:4]، وقيل: المرادُ به هنا الجماعاتُ، جاءَ في عُنُقٍ من النَّاسِ؛ أي: جماعةٍ، وقد تكونُ الأعناقُ الرِّقابُ / عبَّرَ بها عن أصحابِها، لاسيَّما وهي التي تتشوَّفُ وتَطَلَّعُ.
          وقوله: «قَطَعتَ عُنُقَ أخيكَ» [خ¦6162]؛ أي: قتلتَه وأهلكتَه في دينِه وآخرتِه، كمن قَطَعَ عنقَه في الدُّنيا بما أدخلتَ عليه من العُجْبِ بنفسِه.
          1620- قوله: «فُكُّوا العَاني» [خ¦3046] وهو الأسيرُ، وأصلُه الخضوعُ، ومنه: {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ} [طه:111]، يقال: عَنَا يعنُو، وعَنِيَ يَعنَى، ومنه: أخَذَ البلادَ عُنوةً؛ أي: غَلَبةً وقَهراً وذلَّةً.
          1621- وقوله: «أرقِيك من كلِّ داءٍ يَعنيك»(2)؛أي: ينزلُ بك.
          ومنه: «مِن حُسنِ إسلام المرءِ تَركُه ما لا يَعنيه»؛ أي: ما لا يخصُّه ويلزمُه، وقيل: يَعنِيك يشغلُك، يقال: عَنَى بالأمرِ، وعَنِيَ به لغةٌ قليلةٌ.
          وقوله: «إنَّه عنَّانَا» [خ¦3031] العناءُ المشقَّةُ؛ أي: ألزمنَا العناءَ، وكلَّفنَا ما يشقُّ علينا، يصحُّ أن يكونَ من ذواتِ الياءِ والواوِ، وقوله: «يا ليلةً من طولِها وعَنَائِها» [خ¦2531]؛ أي: مشقَّتِها، ومنه: «ولم تَترُك رسُولَ الله صلعم من العَنَاء» [خ¦1299]، وفي فضلِ الرميِّ: «لولا كَلامٌ سمعتُه من رَسولِ الله صلعم لم أُعَانِه»؛ أي: لم أتكلَّف مشقَّتَه، ورواه القابسيُّ: «لم أعانِيه» وهو خطأٌ، وعندَ بعضِهم: «لم أعاتِبْه» وهو تصحيفٌ.


[1] أي: صواباً أو ثابتاً في الرواية.
[2] في نسختنا من «صحيح مسلم» ░2186▒: «باسم الله أرقيك مِن كلِّ شيءٍ يؤذيك».