مطالع الأنوار على صحاح الآثار

العين مع الضاد

          العين مع الضَّاد
          1628- [«المعضوبُ الجسَدِ» الزَّمِنُ الذي لا حَرَاك به].
          قوله: «ولا عَضبَاءَ»؛ أي: مكسورةَ القَرنِ الواحدِ، والذَّكرُ أعضَبُ، قال أبو عبيدٍ: وقد تكونُ في الأذنِ.
          و«العَضباءُ» [خ¦2871] ناقةُ النَّبيِّ صلعم، اسمُ علمٍ لها، ليسَ من هذا، قال الخليلُ: العَضْبُ القَطْعُ، وناقةٌ عَضباءُ مشقوقةُ الأذنِ، قالَ الحربيُّ: «كانَت للنَّبيِّ صلعم ناقةٌ تسمَّى العضباءُ لا تُسبَقُ...» الحديثَ [خ¦2871]، وكذا رواه مالكٌ في أكثرِ حديثِه، ومن روايةِ مصعبٍ عن مالكٍ: «كانَتِ القَصوَاءُ لا تُسبقُ»، على أنَّه جاء في الحديثِ: «خطبَ النَّبيُّ صلعم على ناقتِه الجدعاءِ»، وفي حديثٍ آخرَ: «على ناقةٍ خَرمَاء».
          وفي آخرَ: «مخضرَمةٍ»، قال الحربيُّ: العَضْبُ والجَدْعُ والخَرْمُ والقَصْوُ والخَضْرَمةُ كلُّه في الأذُنِ، فقيل في الحديثِ: كان اسمُها، وإن كانَت عَضباءَ الأذُنِ فقد جُعِل اسماً لها، فهي مَعضُوبةُ الأذُنِ، فسمِّي العضباءَ مرَّةً، والقَصواءَ، والجَدعاءَ، والخَرماءَ، والمخضرمةَ، وهي ناقةٌ واحدةٌ، لأنَّه وقفَ عليها في حجَّة الوداعِ، وهي الموصوفةُ بهذِه الصِّفاتِ.
          وكذلك بالحديبيةِ «خلأتِ القَصواءُ» [خ¦2731] وقد قال بعضُ النَّاسِ: إنَّها نوقٌ بعددِ هذه الصِّفاتِ، وهذِه الأحاديثُ عن حجَّةِ الوداعِ تردُّ قولَه؛ إذ لم يقِف إلَّا على واحدةٍ، قال المازَرِيُّ(1) : / إنَّما سُمِّيت القَصواء لسبقِها؛ أي: إنَّ عندَها أقصَى السَّيرِ وغايةَ الجريِ.
          1629- قوله: «ألا أنبِّئكم ما العِضَه(2) ؟ هي النَّميمةُ والقَاَلَةُ بين النَّاسِ» كذا جاء، وكذا ضبطناه؛ مثلُ: عِدَه وهِبَه وصِلَه، وعندَ الجَيَّانيِّ: «ما العَضْهُ»، وقيل: هو السِّحرُ، وقيل: هو الرَّميُ بالبُهتانِ، والمرادُ به في هذا الحديثِ مُفسرٌ، فأغنى عن غيرِه.
          1630- قوله:«لا يُعضَدُ شَجَرُها» [خ¦112]؛ أي: لا تُقطعُ أغصانُها، وأصلُه من قطعِ العَضُدِ.
          وقوله: «فأخذ بعَضُدِي» [خ¦728] هو ما بينَ المِرفَقِ إلى الكتفِ، يقال: عَضُدٌ وعُضُدٌ وعَضْدٌ.
          وقولها: «ملأَ من شَحمٍ عَضُدَيَّ» [خ¦5189] لم تُردِ العَضُدَ وحدَه، وإنَّما أرادَتِ الجسدَ كلَّه؛ لأنَّ العَضُدَ إنَّما سَمِنَت بسِمَنِ سائرِ الجسدِ، والعَضُدُ أيضاً القُوَّةُ، ومنه: «فتَّ في عضدي»؛ أي: كسَرَ من قوتِي، وقيل: عَضُدُ الرَّجلِ قومُه وعشيرتُه، ومن ثَمَّ قيل هذا.
          1631- قوله: «فَعَضَلَهَا» [خ¦4600] العَضْلُ هو منعُ الرَّجلِ وليَّتَه من التَّزويجِ، ومنه قوله تعالى: {فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ} [البقرة:232]، وأصلُه التَّضييقُ والمنعُ، يقال منه: عَضَل يَعضُل ويعضِلُ وعضَّل.
          و«الداءُ العُضَال» قال مالكٌ: هو الهلاكُ في الدِّين، وأصلُه الشَّديدُ، و«قد جاءَتكَ مُعضِلةٌ»؛ أي: مسألةٌ صعبةٌ ضيِّقةُ المخرجِ.
          1632- وقوله: «ولو أن تَعضَّ بأصلِ شَجَرةٍ» [خ¦3606] العَضُّ: الُّلزومُ واللُّصوق، يقال: عضَّ الرَّجلُ بصاحبِه؛ إذا لزِمَه ولَصِقَ به.
          ومنه: «عضُّوا عليها بالنَّواجذِ»؛ أي: الزمُوها كما يَعضُّ الرَّجلُ على الشَّيءِ، وقد يكون عندِي على بابِه في قوله: «يَعَضُّون بالحِجَارَة» [خ¦1501] لشدَّةِ الألمِ، أو لشدَّةِ العطشِ؛ إذ كانوا لا يُسقَون، وهذا مُشاهدٌ لمن اشتدَّ به الألمُ والوجعُ، يعضُّ بأسنانِه على ما وجدَ، ويقال من هذا كلِّه: عَضِضَ بالكسرِ، إلَّا تميماً فإنهم يقولون: عَضَضَ بالفتحِ، وأما المستقبلُ فيعَضُّ بفتحِ العينِ بلا خلافٍ.
          1633- قوله: «عَدَدُ هذه العِضَاهِ» [خ¦2821] هو كلُّ شجرٍ ذِي شوكٍ، واحدُه عِضَه، حُذِفَت منها الهاءُ كشَفَةٍ، ثم رُدَّت في الجمعِ، فقالوا: عِضَاه كما قالوا: شِفَاه، ويقال: عِضاهَةٌ أيضاً، وهو أقبحُها، وعِضَهةٌ أيضاً، وقيل: هو من شجرِ الشَّوكِ ماله أرومٌ تبقَى على الشِّتاءِ.


[1] في أصول «المشارق»: (الداودي).
[2] في هامش (س): قال النووي: يروى (العِضَه) على وزن زنة، وهو أشهر لغة، وعلى وزن (الوجه)، وهو أشهر في بلادنا وكتب الحديث. انتهى.