مطالع الأنوار على صحاح الآثار

العين مع الدال

          العينُ مع الدَّال
          1556- قوله: «أَعدادَ مِياه الحُديبيَة» [خ¦2731] [خ¦2732] العِدُّ: الماءُ المجتمعُ، والجمعُ أعدادٌ، مثلُ نِدٍّ.
          و«الأيَّامُ المَعدُودَات» [خ¦13/11-1532]؛ أيامُ التَّشريقِ، ثلاثةُ أيامٍ بعدَ يوم النَّحرِ، سمِّيت بذلك؛ لأنَّها إذا زيدَ عليها في المقام كانت حَضَراً، ولقوله: «لا يبقى مهاجرٌ بِمَكَّة بعد قَضاءِ نُسُكِهِ فَوق ثَلاث».
          وقولُه: «إن الشَّقائقَ يُعادُّون الجدَّ بالإخوةِ للأبِ...ولا يُعادُّونَه بالإخوةِ للأمِّ» يريدُ أنَّهم يُحتَسبون بهم في عددِ الإخوةِ، ولا يُحتسبون بالإخوةِ للأمِّ، ومثلُه: «وإنَّ وَلَدِي ليَعادُّونَ اليومَ على نحوِ المئةِ» يُفاعِلونَ من العددِ.
          وفي الدِّيَّاتِ: «اُعْدُدْ على ماءِ قُدَيد» بضمِّ الهمزةِ والدَّالِ، قال بعضُ شيوخنا: ويُروى: «أَعدِدْ» بالقطعِ من الإعدادِ والحضورِ.
          1557- وقوله: «لا يَقَبلُ الله منه صَرفاً ولا عَدلاً» [خ¦7300] تقدَّم تفسيرُ الصَّرفِ، وأمَّا العَدلُ: فالفِداءُ، ويقال: الفريضةُ.
          وقولُه: «وله أوقيَّةٌ أو عَدلُها» العَدْلُ: المِثْلُ، وما عادلَ الشَّيءَ، وكافأَه من غيرِ جنسِه بفتحِ العينِ، فإن كان من جنسِه فهو عِدلٌ، وقيل: هما لغتانِ، وهو قولُ البصريِّين، ونحوه عن ثعلبٍ.
          وقوله: «يَنْشُدنك العَدْلَ» [خ¦2581] العَدْلُ في مثلِ هذا الاستقامةُ، نقيضُ الجَورِ، وهو مصدرٌ يوصفُ به الواحدُ وما زادَ، والذَّكرُ والأنثى بلفظٍ واحدٍ، وقد قيل: عَدلان وعُدول.
          وفي / الحديثِ: «قد عَدَلْنا معه» [خ¦4765]؛ أي: أشرَكْنا؛ أي: جعلنا له عَدِيلاً، ومنه: {وَهُم بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ}[الأنعام:150].
          وقوله: «نِعْمَ العِدْلانِ» [خ¦23/42-2055] والعِدْلُ هنا نصفُ الحِمْلِ على أحدِ شقَّيِ الدَّابةِ، والحِمْلُ عِدْلان، و«العِلاوةُ» ما جُعلَ بينهما، وقيل: ما عُلِّقَ على البعيرِ، ضرَبَ ذلك مثلاً لقولِه: {عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ} [البقرة:157] فالصلواتُ عِدْلٌ، والرَّحمةُ عدْلٌ، {وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُون}[البقرة:157]، عِلاوةٌ لمَّا كانتِ الهدايةُ صفةً للمذكورِين، ومن نوعِ العِدْلين، والكلُّ برحمةٍ من الله وفضلٍ.
          1558- وقوله: «تَكسِبُ المَعدُومَ» [خ¦3]؛ أي: الشَّيءَ الذي لا يوجدُ تكسبُه لنفسِك، أو يملِّكُه لغيرِه، وتقدَّم ذلك في الكافِ.
          وفي حديثٍ آخر: «من يقرِضُ المليَّ غيرَ العدومِ»،كذا لبعضِ رواةِ مسلمٍ، ولغيرِه: «العديمَ»، وهو المعروفُ في الفقيرِ، والعَدَمُ الفقرُ، وكذلك العُدْم والإعدامُ، وأعدَم الرَّجلُ فهو مُعدَم.
          1559- قوله: «مَعَادِن العَرب» [خ¦3353] يعني: أصولَها وبيوتَها، ومَعدِنُ كلِّ شيءٍ أصلُه، ومنه معادِنُ الذَّهبِ وغيرِه.
          و«المَعدِنُ جُبَارٌ» [خ¦2355]؛ أي: من تهدَّمَ عليه من الأُجَراءِ فلا شيءَ على مُستأجِرِه.
          و«جَنَّةُ عَدْنٍ» [خ¦4674]؛ أي: دارُ إقامةٍ وبقاءٍ، والعَدْنُ: الثُّبوتُ والإقامةُ، ومنه: المعدنُ؛ لثبوتِ ما فيه، وقيل: لإقامةِ النَّاسِ عليه لاستخراجِه.
          1560- «عَدَا حَمزةُ على شَارفيَّ» [خ¦3091]؛ أي: ظلمنِي، والعُدوانُ تجاوزُ الحدِّ في الظُلمِ، ومنه: {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ} [البقرة:173]؛ أي: غيرَ مجاوزٍ حدودَ الله له في ذلك.
          وقولُه صلعم: «لا عَدوى» [خ¦2099] يَحتمِلُ النَّهي عن قولِ ذلك واعتقادِه، ويَحتملُ النَّفيَ لحقيقتِه، كما قال: «لا يُعدِي شيءٌ شيئاً»، وقوله: «فمن أَعدَى الأوَّل؟!» [خ¦5717]، وكلاهما مفهومٌ من الشَّرعِ، والعدوى ما كانتِ الجاهليَّةُ تعتقدُه من تعدِّي داءٍ ذي الدَّاءِ إلى من يجاورُه ويلاصقُه ممَّن ليس به ذلك الدَّاءُ، فنَفاه النَّبيُّ صلعم ونهى عن اعتقادِه.
          وقوله: «تَعادَى بنا خَيلُنا» [خ¦3007]؛ أي: تجرِي، وعدَتِ الخيلُ تعدُو عَدْواً وعُدُوَّاً إذا جرَت، و«العدَاءُ» [خ¦65-6977] الطَّلقُ من الجريِ، وأصلُ التَّعادِي التَّوالي. /
          وقوله: «ما عدا سَوْرَة حِدَّة»؛ أي: ما خَلا ذلك منها، وسَورَةُ الحِدَّةِ هيجانُ الغضبِ وثَوَرانُه.
          و«استَعدَى عليه»؛ أي: رفعَ أمرَه إليه لينصُرَه، وأعداه نصرَه.
          وقوله: «فلم يَعُد أن رأى النَّاس ماءً في الميضَأةِ فأكبُّوا عليها»؛ أي: لم يتجَاوزوا.