مطالع الأنوار على صحاح الآثار

العين مع الجيم

          العينُ مع الجيمِ
          1549- قولُه: «إلَّا عَجْبُ الذَّنَبِ» [خ¦4935] ويقال: بالميمِ، وهو العَظمُ الحديدُ آخرَ الصُّلْبِ مكانَ الذَّنبِ من الحيوانِ.
          وقولُه: «عَجِبَ ربُّكم» [خ¦3010]؛ أي: عَظُمَ ذلك عندَه، وقيل: عَظُم جزاءُ ذلك، فسمِّى الجزاء عَجَباً.
          1550- وقوله: «عجَاجَةُ الدَّابَة» [خ¦4566]؛ أي: غُبارُها الذي تثيرُه حوافرُها.
          1551- ‌قولُه: «معتَجِرٌ بعِمَامَتِه» [خ¦4072] هو ليُّها فوقَ الرَّأسِ من غيرِ شدٍّ(1)، ومِعجرُ المرأةِ ما لوته على رأسِها، وحكَى الحربيُّ: أنَّه إرخاءُ طرفيِّ العِمامةَ أمامَه، أحدُهما عن يَمينٍ والآخرُ عن يسارٍ.
          والعُجَر العُقَدُ المُجتمِعةُ في الجسدِ تحتَ الجلدِ، وقيل: في الظَّهرِ خاصَّةً، والبُجَر مثلُها، وقيل: في البطنِ خاصَّةً، و هي هاهنا كنايةٌ عن العُيوبِ المستورَةِ.
          1552- و«عَجُزُ المَسجِدِ» مؤخَّرُه، وكذلك عَجُز كلِّ شيءٍ، وأعجازُ الأمورِ: آواخرُها، وكذلك أعجازُ الحيوانِ والنَّخلِ وغيرِه، وعَجِيزةُ المرأةِ، ولا يقال ذلك للرَّجلِ، وحكى المظفَّر أنَّه يقال: عَجيزَةُ الرَّجلِ، وفي العَجُزِ ثلاثُ لغاتٍ: عُجْز وعَجُز وعَجْز.
          وقولُه: «إنَّ عَجُوزاً من عُجُز يهود». [خ¦6366]
          وقوله: «ما لي لا يدخلُني إلَّا سَقَطُ النَّاس وعَجَزُهُم؟!» جمعُ عاجزٍ، وهم الأغبياءُ.
          وفي روايةٍ: «وعَجَزتُهم»، وقيل يعنِي: العاجزين في أمرِ الدُّنيا، ويكونُ بمعنى قولِه: «أكثرُ أهلِ الجنَّة البُلْه»، وقيل: في أمرِ الدُّنيا، والأولى في هذا كلِّه أنَّها إشارةٌ إلى عامَّة المسلِمين وسوادِهم، لأنَّهم غافِلون عن أمورٍ لم تشوِّش عليهم عقائدَهم ولا أدخلتْهم فطنتُهم في أمورٍ لم يصلُوا فيها إلى التَّحقيقِ فيقعوا في بدعةٍ أو كفرٍ.
          وقولُه: «فَتعْجِزُوا عنها» [خ¦924]؛ أي: لا تُطيقونها، يقال: عَجَز يعجِز، وعَجِز يعجَز، والأوَّل أفصحُ.
          وقوله: «حتَّى العَجْز والكَيْس» بالرَّفعِ والخفضِ عطفاً على «كلِّ» أو على «شيءٍ»، و«حتَّى» هاهنا بمعنى «الواوِ»، وتكونُ في / الكسرِ حرفَ خفضٍ بمعنى «إلى» وهو أحدُ وجوهِها، والعجزُ هاهنا عدمُ القُدرةِ، وقيل: هو تركُ ما يَجبُ فعلَه بالتَّسويفِ فيه، والتَّأخير له، ويحتملُ أن يُريدَ العَجْزَ والكَيسَ في الطَّاعاتِ، ويحتملُ أن يريدَ به في أمورِ الدُّنيا والدِّينِ.
          وقوله: «أكنتَ مُعَجِّزَهُ»؛ أي: مُعتقداً فيه، أو قائلاً له أنَّه فعلَ فِعلَ العُجَّازِ غيرِ الأكياسِ.
          وقولُه: «أرأيتَ إن عَجَزَ أو استَحمَق» [خ¦5252]؛ أي: لم يَكِسْ في قوله، وعَمِلَ عَمَلَ الحمقَى.
          1553- وقولُه: «حتَّى يَمُوتَ الأعجَلُ مِنَّا» [خ¦3141]، كذا الرِّوايةُ باللَّامِ، وقالَ بعضُ النَّاسِ: صوابُه «الأعجزُ»، وهذا جهلُ منه بالكلمةِ، وهي كلمةٌ معروفةٌ يُتمثَّلُ بها في التَّجلُّدِ على الشَّيءِ والصَّبرِ عليه، يقال: ليتَني وفلاناً يُفعَلُ بنا كذا حتَّى يموتَ الأعجلُ منَّا، يعني: الأقربَ أجلاً، وهي من العَجلَةِ والسُّرعَةِ، ومنه قولُ الشَّاعرِ(2) :
ضرباً وطَعناً حتَّى يموتَ الأعجلُ
          وقولُه: «اِعجَلْ أو أَرِنِ» [خ¦5509] بفتحِ الجيمِ من الإجهازِ على الذَّبيحةِ بسرعةٍ لتراحَ، ورواهُ بعضُهم: «اعجَل أو أَرْنِي» [خ¦2507] كأنَّه أرادَ فعلَ التي هي للمُبالغةِ؛ أي: إذبَح بأعجلَ ما يُنهِرُ الدَّمَ ويُجهِزُ على الذَّبيحةِ.
          وقولُه: «فعَجِلَت عن خِمارِها»؛ أي: تعجَّلت.
          وقومٌ «عِجالٌ» جمعُ عاجلٍ، ويروى: «عُجَالى» جمعُ عَجْلانَ، مثلُ: سُكَارَى.
          وقولُه: «يُرتَقى إليه بعَجَلَةٍ» [خ¦4913] هو جِذْعٌ يُفرَضُ فيه فروضٌ كالدَّرَج يُرتقَى عليه.
          1554- و«العَجْوة»: [خ¦344] ضربٌ من التَّمرِ جيدٌ.
          1555- و«العَجْماء»: البهيمةُ فِعلُها هَدَرٌ، وقد مضَى في الجيمِ، سمِّيت عَجماءَ؛ لأنَّها لا تتكلَّم.
          [قوله: «إذا رَكبتم هذه الدَّوابَّ العُجم» خصَّها هاهنا تنبيهاً على أنَّها لا تتكلَّمُ] فتشكوا.
          وفي «الموطَّأ»: «والأعجَمِي الذي لا يُفصِح»، وعندَ ابن أبي جعفرٍ: «والعَجَمِي»، والأوَّل أوجَه.
          وقولُه: «من استَعجَم عَليه القُرآن(3)»؛ أي: ثقُلتْ عليه كالأعجميِّ، وعندِي أن معناه استبهمَ عليه فلم يفهمْه فصارَ منغلِقاً عليه، والعجميُّ من يُنسبُ إلى العجم وإن كان فَصيحاً، والأعجميُّ الذي لا يُفصِحُ وإن كان عربيَّاً، قاله ابنُ قتيبةَ، وقال أبو زيدٍ: القيسيُّون يقولون: هم الأعجمُ ولا يعرِفُون العَجَمَ، قال ثابتٌ: وقولُ أبي زيدٍ أولى، وقال الشَّاعر(4):
..................                      ممَّا تُعتِّقه ملوكُ الأعجمِ


[1] في (س): (من غير أن يعمل منها شيئاً تحت ذقنه).
[2] هو الأغلب العجلي كما في «الأمثال» لأبي عبيد، ص: 116، وفيه: (أو يموت).
[3] في (س): (فاستَعجَمَ القراءة على لِسَانِه)، وفي نسختنا من «صحيح مسلم»: «فاستَعجَمَ القرآنُ على لِسَانِه»، وكذا في «المشارق».
[4] عجز بيت من معلقة عنترة المشهورة كما في «ديوانه»░157▒ وصدره:
~أو عاتقاً من أذرعاتَ مُعَتَّقاً                     ..................