مطالع الأنوار على صحاح الآثار

النون مع الطاء

          النُّون مع الطَّاء
          1310- قوله: «هلكَ المُتنطِّعونَ» يعني: الغَالِينَ، وهم المتعمِّقون المبالغون في الأمورِ.
          وقوله: «أَمَرَ بالأنطاعِ» [خ¦4213] يعني: السُّفَرَ.
          1311- وقوله: «إلَّا أفاضَ عليه نُطفةً» يعني: قطرةَ ماءٍ، وقيل: الصَّافي من الماءِ، قليلاً كان أو كثيراً، وقيل: ماءً كثيراً، وقيل: هو من الأضدادِ، وسُمِّيَ المَنِيُّ نطفةً؛ لأنَّه ينطُفُ؛ أي: يَصُبُّ، ومنه: «تنطِـف سمناً وعسلاً» [خ¦7046]؛ أي: تقطِـرُ، بكسرِ الطَّاءِ وضمِّها.
          وقوله: «يَنْطُفُ رأسُه ماءً» [خ¦639]؛ أي: يقطرُ.
          وقوله: «تنطُفُ نَوْساتُها» [خ¦4108]؛ أي: ذوائِبُها؛ أي: تقطُرُ.
          1312- وقوله: «يشتدُّ عليَّ المِنطَقُ» هو النِّطاقُ، وهو أن تشُدَّ المرأةُ وسطَها على ثوبِها حِزَاماً، ثمَّ تُرْسِلَ الأعلى على الأسفلِ، وقيل: هذا هو / النِّطاقُ، وإنَّ المِنطَقَ هو الذي تَشدُّ به وسطَها، وقال سُحنُون: المِنطِق الإزارُ تشدُّه على وسطِها.
          واختُلِفَ لِمَ سُمِّيَت أسماءُ: «ذات النِّطاقَين» [خ¦2979]؛ فأشهرُها: أنَّ أحدَهما هو نِطاقُ المرأةِ المعروفُ، والآخرَ الذي كانت ترفعُ به طعامَ رسولِ الله صلعم وزادَه كما وقعَ في كتابِ مسلمٍ، وزادَه تفسيراً في البخاريِّ أنَّها: «شقَّتْ نِطاقَها حين صنعَت سفرةَ رسولِ الله صلعم في الهجرةِ، فشدَّتْه بنصفِه وانْتَطَقَتْ بالآخَرِ» [خ¦2979]، وقيل: بل لأنَّ النَّبيَّ صلعم قال لها: «قد أعطاك الله بهما نطاقَينِ في الجنَّة»، وقيل: بل لأنَّها كانت تُطابقُ نطاقاً على نطاقٍ تستُّراً، وقيل: بل لأنَّ النَّبيَّ صلعم قال لها: «قد أبدلَكِ الله بنطاقِكِ(1) هذا نطاقَينِ في الجنَّةِ»، والذي فسَّرَت بها خبرَها أولى.


[1] في (س): (بنطاقين)، وعليه: (كذا).