مطالع الأنوار على صحاح الآثار

النون مع السين

          النُّون مع السِّين
          1376- قوله في الصَّرفِ: «إن كان نسيئاً فلا يصلُحُ» كذا لهم على وزنِ فَعِيْلٍ.
          وعندَ الأصيليِّ: «نَساءً» [خ¦2061] مثل فَعال، وكلاهما صحيحٌ بمعنى التَّأخيرِ، والنَّسيءُ اسمٌ وُضِعَ موضِعَ المصدرِ الحقيقيِّ، ومثلُه: {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ} [التوبة:37]، يقال: أنسأتُ الشَّيءَ إنساءً / ونسيئاً، والنَّساءُ بالفتِح: الاسمُ، ومنه أنسأَ الله أجلَه؛ أي: أخَّره وأطالَ عمُرَه، ونسأَ في أجلِه كذلك، ومنه الحديثُ: «من أحبَّ أَن يُنْسَأَ في أجلِه فلْيصِلْ رحِمَه». [خ¦2067]
          1377- قوله: «وكذلك الرُّسُلُ تُبعَثُ في نسَبِ قومِها» [خ¦7]؛ أي: في أشرافِ بيوتِ قومِها.
          1378- وقوله في النَّقيرِ: «هي النَّخلةُ تُنسَحُ نَسْحاً» بالحاءِ المهمَلةِ؛ أي: تُقشَرُ ويُحفَرُ فيها ويُنتبَذُ، وقد تصحَّفَ هذا عندَ بعضِهم على ما يأتي بعدُ.
          1379- قوله: «[هي] خيرُ نَسِيكَتَيكِ» بفتح النُّون وكسر السِّين، النَّسِيكةُ: الذَّبيحةُ، وجمعُها نُسُكٌ: وهو كلُّ ما يُتَقَرَّبُ به إلى الله تعالى.
          وقوله: «حتَّى أتى المناسِكَ» [خ¦1572]؛ أي: مواضِعَ متعبَّداتِ الحجِّ، والمَنْسِك: موضِعُ الذَّبح، ومنه: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا} [الحج:34]، وقيل: مذهباً في الطَّاعةِ.
          1380- وقوله: «على نسَقٍ»؛ أي: على توالٍ واتِّصالٍ.
          1381- وقوله: «لأَنسى أو أُنسَّى لأَسُنَّ»، كذا الروايةُ على الشَّكِّ في أحدِ اللَّفظَينِ، ويحتملُ أن يكونَ [المعنى أنَّه يُنَسَّى من قِبَلِ نفسِه، أو ينسِّيه الله ذلك ويغلبه عليه، ويحتملُ أن يكونَ] أنسى بمعنى أتركُ قصداً منِّي حتَّى أترُكَه؛ لكونِه لا يضُرُّ تركُه منِّي [في الشَّرعِ، أو أنسى]؛ أي: يغلبُ عليَّ نسيانُه، فأرى وجهَ الحكمةَ فيه، والسُّنَّةَ في جبرِه وتلافيه، وقد رواه بعضُ المحدِّثين: «إني لا أَنسى ولكنْ أُنَسَّى لأَسُنَّ».
          وقوله: «فنَسيتُها» [خ¦4431] يعني: ليلةَ القَدْرِ، ويروى: «فنُسِّيتُها».
          وقوله: «بئسَ ما لأحدِكُم أن يقولَ: نَسيتُ آيةَ كَيْتَ وكَيْتَ، ولكنَّه: نُسِّي» [خ¦5032]، كذا قيَّدناه على الصَّدفيِّ وغيرِه؛ أي: ولكنَّ الله نسَّاه، كما تقدَّمَ في قوله: «أو أنسى»، وضبطْناه عن الأسديِّ عن الوَّقِشيِّ، «ولكنَّه نُسي» بضمِّ النُّونِ أيضاً، ولكنْ مع تخفيفِ السِّينِ؛ أي: نُسِيَ من الخيرِ؛ أي: تُرِكَ منه، كقوله تعالى: {وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى} [طه:126].
          وقوله: «اليومَ أنساكَ كما نسِيتَني» على طريقِ المقابلةِ في الكلامِ؛ أي: أجازيكَ على نسيانِكَ، كما قال [الله تعالى] : {نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ} [التوبة:67]؛ أي: عاقبَهم عقاباً صورتُه صورةُ المنسيِّ بتركِهم ومنْعِهمُ الرَّحمةَ حيثُ نجا غيرُهم وفازَ.
          1382- وقوله: «نسَمُ بَنيهِ» [خ¦349] قال الجوهريُّ: النَّسَمةُ: النَّفسُ والرُّوحُ والبدنُ، وإنَّما يعني في قوله: «إنَّما نسَمَةُ المؤمنِ» الرُّوحَ، / قال الباجيُّ: هو عندي ما يكونُ فيه الرُّوحُ قبلَ البعثِ، وقال الخليلُ: النَّسَمةُ: الإنسانُ، ومنه الحديثُ: «وبرأَ النَّسَمَةَ». [خ¦3047]