مطالع الأنوار على صحاح الآثار

النون مع الضاد

          النُّون مع الضَّاد
          1337- «النَّضْح» [خ¦1483] الاستقاءُ بالسَّواقي، وما في معناها ممَّا يُستَقى بالدَّلوِ ونحوِه، والنَّواضِحُ: الإبلُ التي يُستقَى عليها؛ لنضْحِها الماءَ باستقائها وصبِّها إيَّاه.
          وفي الحديثِ: «النَّاضِحُ» [خ¦1782] وهو البعيرُ الذي يُستَقى عليه.
          وقوله: «ونضَحَ الدَّمَ عن جبينِه»؛ أي: غسلَه ونزعَه، وقوله: «ينضِحُ الدَّمُ على جبينِه»؛ أي: يفورُ، ونَضَحَتِ العينُ فارَتْ، والنَّضحُ الصَّبُّ أيضاً، والنَّضحُ الرَّشُّ، ومنه حديثُ بولِ الصَّبيِّ: «فنضَحَه» [خ¦223] ويقال: «غسَّلَه».
          وقوله: «وانضِحْ فرجَكَ بالماءِ»؛ أي: رُشَّه مخافةَ الوسواسِ وقيل: اغسِلْه، وهو أظهرُ هنا، وروي: «فأتبَعه إيَّاه» [خ¦222]، وروي: «فصبَّه». [خ¦219]
          وفي حديث دم الحيض: «تقرُصُه بالماءِ ثمَّ لتَنْضَحْه» [خ¦227]؛ أي: تغسِلْه.
          وفي حديثِ وضوءِ النَّبيِّ صلعم: «فمِنْ نائِلٍ وناضِحٍ»؛ أي: آخذٍ منه، ومن راشٍّ ممَّا بيدِه على أخيه.
          1338- وقوله «ينضَخُ طِيباً» [خ¦267] النَّضْخُ بالخاءِ المعجَمةِ، كاللَّطْخِ يبقى له أثرٌ، قال ابنُ قتَيبةَ: وهو أكثرُ من النَّضحِ، بالحاءِ المهمَلةِ، ولا يُقالُ منه: نضختُ، وقد يكونُ معنى الحديثِ على هذا: يقطُر و يسيلُ منه الطِّيبُ، كما جاءَ في حديثِ محمَّدِ بن عروةَ: «وقد لطَخَ لحيتَه بالغاليةِ، وجعلَ أبوه يقولُ له: قَطَرَت قَطَرَت»، وقد ذكرْنا قولَ مَن قال: إنَّه بالخاءِ فيما ثَخُنَ كالطِّيبِ، وبالحاءِ فيما رقَّ كالماءِ، وقيل: النَّضحُ والنَّضخُ سواءٌ، وقيل في قوله تعالى: {نَضَّاخَتَانِ} [الرحمن:66] فوَّارتان / بكلِّ خيرٍ.
          وحكى ابنُ دريدٍ والهرويُّ: أنَّ النَّضْخَ بالخاءِ أقلُّ من النَّضْحِ بالحاءِ خلافاً لابن قتَيبةَ، قال ابنُ سِراجٍ: وأكثرُ أهلِ اللُّغةِ على خلافِ هذا، وقال ابنُ الأعرابيِّ: النَّضحُ: ما تعمَّدَه الإنسانُ بيدِه، والنَّضْخُ: ما لم يتعمَّدْه، مثل أن تطأَ ماءً فينتضِخَ عليكَ، أو بولاً، وقال ابنُ كَيسانَ: بالمهملةِ لما رقَّ كالماءِ، وبالمعجَمةِ لما ثخُنَ كالطِّيبِ، وقال ابنُ سِراجٍ: بالمعجَمةِ لما يبقى له أثرٌ كاللَّطخِ.
          1339- قوله: «نضَّر اللهُ امرأً سمِعَ مقالَتي» يُروى بتخفيفِ الضَّادِ وتشديدِها، وهو أكثر عندَ المحدِّثين، والتَّخفيفُ أكثرُ عندَ الأدباءِ، وهو قولُ أبي عُبيدٍ، وحكى الأصمعيُّ التَّشديدَ، وبه رُوِي الحديث، وقال النَّضر: يقالان جميعاً، وأنضَرَ أيضاً، ومعناه نعَّمه وحسَّنَه، وقيل: أوصلَه نَضْرةَ النَّعيمِ، وقيل: وجَّهَه في النَّاسِ وحسَّن حالَه، ويقال: وجهٌ ناضِرٌ ونَضيرٌ ومنضورٌ، والاسمُ النَّضرةُ والنَّضارةُ والنُّضورُ.
          وقوله: «كان لرسولِ الله صلعم قَدَحٌ من نُضارٍ» [خ¦5638] والنُّضارُ: النَّبعُ، ويقالُ بالتَّنوينِ وبالإضافةِ، والنُّضارُ أيضاً: الخالصُ، والنُّضارُ: الأَثْلُ أيضاً، ويقال أيضاً للذَّهبِ: نُضارٌ ونَضيرٌ ونَضِرٌ.
          قوله في الجنَّة: «وما فيها من النَّضْرةِ» [خ¦806]؛ أي: من البَهجةِ والحُسْنِ.
          1340- وقوله: «ومِنَّا مَنْ ينتَضِلُ»؛ أي: يرمي بسَهْمِه.
          وقوله: «عنكُنَّ كنتُ أناضِلُ»؛ أي: أدافعُ وأجادلُ، وأصلُه من المُناضَلةِ بالسِّهامِ.
          1341- وقوله: «يُنظَرُ إلى نَضِيِّه» [خ¦3610] هو: القِدْحُ، وهو عودُ السَّهمِ.