مطالع الأنوار على صحاح الآثار

النون مع الشين

          النُّون مع الشِّين
          1383- قوله: «أنشأَ يحدِّثُنا» [خ¦447]، و«نَشَأتْ سَحابةٌ» [خ¦1021] كلُّ ذلك بمعنى الابتداءِ، ونشأَتْ ابتدأتْ في الارتفاعِ، ونشأَ الصَّبيُّ نَبَتَ، وأنشأَتِ السَّحابةُ بدأتْ بالمطرِ، وضبطناه في: «بَحريَّةٍ» وجهَين؛ الرَّفعُ على الفاعلِ، والنَّصبُ على الحالِ، و{أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ} [يس:79] ابتدأَ أوَّل خلقها.
          وقوله في الجنَّة: «فينشئُ الله لها خَلْقاً يسكِنُهم إيَّاها» [خ¦7384]؛ أي: يبتدئُ، وأنكرَ بعضُ أهلِ اللُّغةِ أنشأَتِ السَّحابةُ، وقال: إنَّما هو نشأَتْ.
          وفي تفسير: {نَاشِئَةَ اللَّيْلِ}[المزمل:6]: «قال ابن عبَّاسٍ: نشأَ قام بالحبشيَّة» [خ¦19/11-1806] قال الأزهريُّ: ناشِئَةُ اللَّيلِ: قيامُه؛ / مصدرٌ جاء على فاعلةٍ كعاقبةٍ، وقيل: ساعاتُه، وقيل: كلُّ ما حدثَ باللَّيلِ وبدَأ فهو ناشِئَةٌ، وقال نِفْطُوْيَه: كلُّ ساعةٍ قامَها قائمٌ من اللَّيلِ فهي ناشِئَةٌ.
          وفي الحجِّ: «حيثُ أنشأَ الحجَّ» [خ¦1524]؛ أي: ابتدأَه.
          1384- وقوله: «فلم أنشَبْ أن سمِعْتُ [صارخاً]» [خ¦3141] كلُّه بفتحِ الشِّينِ؛ أي: لم يمكُثْ، ولم يحدِثْ شيئاً حتَّى فعلَ كذا، وأصلُه من الحبْسِ؛ أي: لم يمنَعْه مانعٌ ولا شغَلَه أمرٌ آخر غيرُه، ومثلُه قولُ عائشةَ ♦: «لم أَنْشَبْها حتَّى أنْحيتُ عليها».
          1385- وقوله: «سمِعتُ نشيجَ عمرَ» [خ¦10/70-1139] هو صوتٌ معه ترديدٌ كما يردِّدُ الصَّبيُّ بكاءَه في صدرِه، وهو بكاءٌ فيه تحزُّنٌ.
          1386- و«إنشادُ الضَّالَّةِ» تعريفُها، ونشدَها طلبَها، وأصلُه رفعُ الصَّوتِ، وإنشادُ الشِّعرِ منه؛ أي: رفعُ صوتِه به.
          وقوله: «لا تَحِلُّ... إلَّا لمنشِدٍ» [خ¦2433] يعني: لُقَطةَ مكَّةَ، قيل: لمعرِّفٍ يعرِّفُ بها؛ أي: لا يحِلُّ منها إلَّا إنشادُها، وإنْ تمَّتِ السَّنةَ عندَه بخلافِ غيرِها، وقيل: المنشِدُ هاهنا الطَّالبُ.
          وحكى الحربيُّ بين أهلِ اللُّغةِ اختلافاً في النَّاشدِ والمنشِدِ، منهم مَنْ يقولُ كما تقدَّمَ، ومنهم من يعكسُ ذلك، ولكلٍّ حجَّةٌ من الحديثِ والشِّعرِ.
          وقوله: «نشدْتُكَ الله» [خ¦6152]، و«ناشدتُكَ الله»، و«أنشُدُكَ» [خ¦63] معناه كلُّه سألتُكَ الله وبالله، وقيل: ذكَّرتُكَ بالله، وقيل: معناه سألتُكَ الله برفْعِ صوتي وإنشادي لك بذلك، والنَّشيدُ الصَّوتُ.
          وقوله: «كذلك مناشَدتُكَ ربَّكَ» منه؛ أي: دعاؤك إيَّاه، وتضرُّعُكَ إليه.
          1387- وقوله: «هلَّا تنشَّرْتَ» [خ¦6063] من النُّشْرَةِ؛ وهي نوعٌ من التَّطبُّبِ بالاغتسالِ على هيئاتٍ مخصوصةٍ بالتَّجربةِ، لا تُدرَكُ بقياسٍ ظنِّيٍّ، ومن العلماءِ من أجازَها، ومنهم من يكرهها.
          1388- وقوله: «ناشِزُ الجبهةِ» [خ¦4351]؛ أي: مرتفِعُها، و«بضعةٌ ناشِزةٌ» مرتفعةٌ عن جسمِه، والنَّشزُ(1) ما ارتفعَ من الأرضِ، ونشوزُ الزَّوجَين تعالي أحدِهما على الآخرِ.
          1389- قوله: «وانتشلَ / عَرْقَاً» [خ¦5405]؛ أي: رفعَه وأخرجَه، وقيل: نهَسَه بفمِه وتعرَّقَه.
          1390- و«النَّشُّ» عشرون درهماً، نصفُ أوقيةٍ، جاء مفسَّراً في الحديثِ، وقوله في البان: «طُيِّبَ ونُشَّ»؛ أي: غلا.
          1391- وقوله: «كأنَّما أُنشِط من عِقالٍ» [خ¦2276]؛ أي: حُلَّ، وأصلُه من البعيرِ المعقولِ، يقال: نشطْتُ البعيرَ؛ إذا عقلتَه بالأُنشوطةِ، وهي عُقدةٌ في العِقالِ، وأنشطْتُ العِقالَ ونشَطَته، [ونشطْتُ العُقدةَ: شدَدْتُها]، وأنشطْتُه [حللْتُها]، وانتشطْتُه إذا حللْتَه.
          1392- «كأنَّه ينشَغُ للموتِ» [خ¦3365]؛ أي: يعلو نفسُه كالشَّهيقِ من شدَّةِ ما يرِدُ عليه من شوقٍ أو أَسَفٍ حتَّى يكادَ يدركُه الغَشْيُ.
          1393- و«الاستنشاق» [خ¦5/7-438] جذْبُ الماءِ بريحِ الأنفِ إلى الخياشيمِ.
          1394- و«النَّشوان» [خ¦30/47-3069] السَّكران، والنَّشْوةُ السُّكْرُ.
          1395- وقوله: «وجعلَتْ تُنَشِّفُ ذلك العَرَقَ»؛ أي: تجفِّفُه، ونَشَفَ الماءُ ونشفتُه ينشِفُ ويَنْشُفُ.
          و«نشيطَ... النَّفسِ» [خ¦1142] منشرحُ الصَّدرِ، ضدُّ الكَسْلانِ، ونشَطَ الشَّيءُ إذا خفَّ، والنَّشيطُ الخفيفُ.


[1] بسكون الشين وفتحها.