مطالع الأنوار على صحاح الآثار

النون مع الصاد

          النُّون مع الصَّاد
          1328- قوله: «على قدْرِ نَصَبِكِ»؛ أي: تعبِكِ، وكذلك قولُه: «لا نصَبَ» [خ¦1792]؛ أي: لا تَعَبَ ولا مشقَّةَ، والنَّصَبُ: الإعياءُ، وهو النُّصْبُ أيضاً، قال ابنُ دريدٍ: النُّصْبُ تغيُّرُ الحالِ من مرضٍ أو تعبٍ أو حزنٍ، بضمِّ النُّونِ وسكونِ الصَّادِ. وكذلك: «لم يصِبْهم النَّصَبُ»، و«لم ينصَبْ موسى» بفتحِ الصَّادِ.
          وفي خبرِ الدَّجَّالِ: «ما يُنْصِبُكَ منه؟»؛ أي: ما يَغمُّكَ ويشغلُ بالَكَ، يقال: أنصَبَه المرض ونصَبَه، والرُّباعيُّ أعلى، و«نَصَبٌ» مِن التَّعبِ.
          وقوله: «ونصَبَ يدَه» [خ¦4449]؛ أي: مدَّها.
          و«نصَبَني للنَّاسِ» [خ¦6899]؛ أي: رفعَني لأبصارِهم وشَهَرَني لسُؤالِهم إيَّايَ فأسألُ عنه.
          وقوله: «نصَبوا دجاجةً» [خ¦5513]؛ أي: رفعوها ليتَّخِذوها غَرَضاً.
          و«تَنصِبُ رِجلَكَ اليمنى» [خ¦827]؛ أي: تقيمُها و ترفعَ جانبَيها عن الأرضِ، وكلُّ شيءٍ رفعتَه فقد نصَبتَه.
          وقوله: «كأنِّي نُصُبٌ أحمرُ» يعني: حَجَراً يَذبحُ عليه أهلُ الجاهليَّةِ؛ يعني: من جراحةٍ جرحوه و أدمَوه، ويقال منه: نُصُبٌ ونُصْبٌ [ونَصْبٌ].
          وقوله: «ذاتُ مَنْصِبٍ وجَمالٍ» [خ¦660]؛ أي: قدْرٍ وشرفٍ، نِصابُ الرَّجلِ ومَنْصِبُه أصلُه.
          1329- وقوله: «إذا قلتَ لصاحبِكَ: أنصِتْ... فقد لغَيتَ»؛ أي: اسكُتْ لسماعِ الخُطبةِ، ومنه: / «استنصِتِ النَّاسَ» [خ¦121]؛ أي: استدعِ منهم السُّكوتَ، ويقال: نصَتَ وأنصَتَ.
          1330- وقوله في تفسير {تَوْبَةً نَّصُوحًا}[التحريم:8]: «قال قَتادةُ: الصِّادقةُ النَّاصِحةُ» [خ¦80/4-9403]؛ أي: بالغةُ النُّصحِ، وقال نَفْطُوْيَه: خالصةٌ، وقال غيرُه: منصوحاً فيها، أخبرَ عنها باسمِ الفاعلِ؛ أي: ذاتَ نصحٍ؛ لأنَّه ينصَحُ نفسَه فيها، كليلٍ نائمٍ و{عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ} [الحاقة:21].
          1331- ونصْلُ السَّهمِ والرُّمحِ حديدَتاهما.
          1332- و«النَّصارى» [خ¦435] منسوبون إلى ناصرةٍ: قريةٍ بالشَّامِ، وقيل: من النَّصْرةِ جمعُ نَصْران، مثلُ ندامى ونَدْمان، والنَّصرُ: المعونةُ، وقد تجيءُ بمعنى التَّعظيمِ، وبمعنى المطرِ النَّازلِ من السَّماءِ.
          ومنه قوله: «إنَّ هذه السَّحابةَ تنصُر أرضَ بني كعبٍ»؛ أي: تُمطِرُهُم، قالَه الهَرويُّ، وعندي أنَّ هذا وهمٌ [منه]؛ لأنَّ الخبرَ إنَّما جاء في قصَّةِ خُزاعةَ، وهم بنو كعبٍ حينَ قتلَتْهم قريشٌ في الحرمِ بعدَ الصُّلحِ، ووردَ على النَّبيِّ صلعم واردٌ منهم مستنصِراً، فقال النَّبيُّ صلعم: «نُصِرْتَ يا سالم» ثمَّ قال: «إنَّ هذه السَّحابةَ تنصُرُ أرضَ بني كعبٍ» يعني: بما فيها من الملائكةِ من النَّصرِ و المعونةِ.
          قوله في رجبٍ: «مُنْصِلُ الأسِنَّةِ» [خ¦4376] من أنصَلْتُ الرُّمحَ؛ إذا نزعْتَ نصْلَه، فإنْ جعلْتَ له نَصْلاً قلت نَصَلْتَه، يعني: إنَّ العربَ كانت لا تقاتِلُ فيه، فكأنَّ أسِنَّةَ الرِّماحِ فيه قد أُزيلَتْ من العَصى، وقد قيل: إنَّهم كانوا يُزيلونَها.
          1333- قوله: «حتَّى إذا وجدَ فجوةً نصَّ» [خ¦1666]؛ أي: رفعَ في سيرِه وأسرعَ، والنَّصُّ: منتهى الغايةِ في كلِّ شيءٍ.
          1334- قوله: «ينصَعُ طيِّبُها» [خ¦1883]؛ أي: يخلُصُ، وقيل: يبقى ويظهرُ.
          و«المناصِعُ» [خ¦146] مواضعُ العبورِ(1) للحدَثِ، الواحدُ: مَنصَعٌ، قاله أبو سعيدٍ النَّيسابوريُّ، وكانتْ خارجَ المدينةِ.
          «وهو صعيدٌ أفيحُ» [خ¦146] كما قالت عائشةُ ♦: تعني أنَّه موضعٌ مخصوصٌ.
          1335- «ونَصيفُ المُدِّ» [خ¦3673] نِصفُه، ويقال: نُصْف ونَصْف، قاله الخَطَّابيُّ.
          وقولها: «بأَنصافِ النَّهار» بفتحِ الهمزةِ، كأنَّه جمعُ نِصْفٍ، لمَّا كان ذلك الوقتُ مجمتعَ طرفَي النِّصفَينِ حَسُنَ / جمعُهما، ويحتملُ أن يكونَ جمعُ نصفِ كلِّ يومٍ أتاهم فيه، ويحتملُ أن يُروى: «بإنصافِ النَّهارِ» مصدرُ أنصفَ النَّهارُ تنصَفُ؛ إذا انتصَفَ، ويقال: نصَفَ أيضاً، حكاه يعقوبُ، وأنكرَه الأصمعيُّ وأبى إلَّا أنصَفَ.
          قوله: «ولنَصِيْفُها» [خ¦2796] يعني: خِمارَها، ويقال: المِعْجَر.
          وقوله في التَّائبِ: «حتَّى إذا نَصَفَ الطَّريقَ أتاه الموتُ»؛ أي: بلغَ نِصفَه، يقال: نصَفَ الماءُ الخشبةَ بلغَ نِصْفَها.
          وفي رؤيا ابنِ سلَامٍ: «فأتاني مِـنْصَفٌ»(2). [خ¦3813]
          ويُروى: «مَنْصَفٌ»، وكلاهما وصيفٌ، وقد جاء مفسَّراً بـــ: «الوصيف» [خ¦7010] و«الخادم»؛ أيضاً، والوصيفُ هو الصَّغيرُ الذي أدركَ الخدمةَ، يقال: نَصفْتُ القومَ؛ إذا خدمتَهم، وقد ضبطَه بعضُهم بضمِّ الميمِ وكسرِ الصَّادِ، وآخرون بفتحِ الميمِ وكسرِ الصَّادِ أيضاً، والأوَّلُ أعرفُ.
          وقوله: «حتَّى إذا كنتَ بالمَنصَفِ»؛ أي: في مَنْصفِ المسافةِ.
          1336- وقوله: «الخيلُ معقودٌ في نواصِيها الخَيرُ» [خ¦2850]؛ أي: هو لازمٌ لمالكِها الأجرُ والمغنمُ، ولم يُرِدِ النَّاصيةَ خاصَّةً.
          وقوله: «فليأخُذْ بناصيَتِها» و«إنَّما ناصيتُه بيدِ شيطانٍ».


[1] في (س): (التبرز).
[2] في هامش (س): حاشية: (قال صاحب النهاية: مِنْصَف بكسر الميم وفتحها). انتهى.