مطالع الأنوار على صحاح الآثار

النون مع الزاي

          النُّون مع الزَّاي
          1302- «فنَزَحوه» [خ¦2731]؛ أي: استقُوه حتَّى ذهبَ جميعُ مائِهَا؛ نَزَحْتُ البئرَ، ونَزَحَتْ هي، ونَزَحَ ماؤُها سواءٌ.
          1303- وقوله: «نَزَرْتَ رسولَ الله صلعم» [خ¦4177] بتخفيفِ الزَّاي؛ أي: / ألْحَحْتَ عليه، وقال مالكٌ: راجعْتَهُ، وقال ابنُ وهْبٍ: أكرهتَه؛ أي: أتيتَه بما يكرَهُ من سؤالِكَ، ومن شيوخِنَا مَن يرويه بالتَّخفيفِ والتَّثقيلِ جميعاً، والتَّخفيفُ هو الوجْهُ، قال أبو ذرٍّ: سألتُ عنه مَن لقيتُ أربعينَ سنةً، فما قرأتُهُ قطُّ إلَّا بالتَّخفيفِ، وكذا قالَهُ ثعلبٌ وأهلُ اللُّغة، وبالتَّشديدِ ضبطَهُ الأصِيليُّ، وهو على المبالغة.
          1304- قوله في حديثِ قتيبةَ في التَّهجيرِ إلى الجمعةِ: «فالأوَّلُ مثَّلَ الجَزورَ، ثمَّ نزَّلهم حتَّى صغَّر إلى البَيضةِ» بتشديدِ الزَّاي؛ أي: طبَّقَهم وأنزلَهم مراتِبَهُم وجعلَهم منازلَ في الأجرِ، ويحتملُ أنْ يكون خفَّضَ من درجاتِهِم في الأجرِ، ويكون «نزَّل» أيضاً بمعنى قَدَّرَ، [أي: قَدَّرَ] أجورَهم بما مَثَّل به، قال الجَيَّانيُّ: نزَّل فلانٌ غيرَه: قدَّرَ له المنازل، وقالوا في الحديثٍ الآخرِ في حديثِ الخوارجِ: «فنزَّلني زيدٌ منزِلاً حتَّى مرَرْنا بالقَنطرةِ» الأشْبَه أن يكون معناه مرَّ بي منزلاً منزلاً.
          وقوله: «ما نُزُل أهلِ الجنَّةِ؟» [خ¦6520] بضمِّ النُّونِ والزَّاي؛ أي: ما طعامُهُم الذي ينزلون عليه لأوَّلِ دخولِهم؟ يقال: أعدَدْتُ لفلانٍ نُزُلاً.
          وقوله: «حتَّى نزلوا بمنى»؛ أي: صاروا فيها أيَّام الحجِّ، ولا يُقال: الحاجُّ نازلون إلَّا إذا كانوا بمنى.
          قوله: «ينزِلُ ربُّنا كلَّ ليلةٍ» [خ¦1145] قال حبيبٌ عن مالكٍ: ينزلُ أمرُه، واعتُرِضَ على هذا بأنَّ أمرَه نازلٌ أبداً، والفصلُ عنه بأنَّه في هذا الحديثِ مخصوصٌ بما اقترنَ به من هذا القول: «هل مِن سائلٍ، هل مِن داعٍ...» الحديثَ، وأمرُه ينزلُ أبداً، لكن مِن غيرِ هذه القرينةِ، وقيل معنى: «ينزِلُ ربُّنا» عبارةٌ عن بسْطِ رحمتِهِ، وسرعةِ إجابتِه(1).
          وقوله: «لمَّا نزَلَت برسولِ الله صلعم» يعني: مَنـيَّـتَه، ويُروى: «نَزَل» [خ¦435]؛ أي: نزلَ به الملَك لقبضِ روحِهِ.
          1305- وقوله: «رأيتُني أنزِعُ»؛ أي: أستقِي باليدِ، بكسرِ الزَّاي، وهو نادرٌ فيما آخرُه حرفُ حلْقٍ، ومثلُهُ: يهنِّئ، ويقال: نَزَعتُ بالدَّلوِ، ومنه: «فنَزَعَتْ بمُوقِها»؛ أي: اسْتَقَتْ به، ومَن رواه: «نزَعَتْ مُوقَها» / [خ¦3467] [أي:] أزالتْهُ من رِجلِها فاستقتْ به.
          وقوله: «لا يَنزِعُ هذا العلمَ» [خ¦7307]؛ أي: لا يُزيلُهُ بمحوِهِ من الصُّدورِ، ولكن بموتِ حَمَلَتِهِ. ومثلُه: «لا تنزِعوا القميصَ»؛ أي: لا تُزِيلُوه. و«لم أرَ عَبقريَّاً ينزِعُ نَزْعَه». [خ¦3664]
          وقوله: «نزَعَ الولدُ» [خ¦3938]، و«لعلَّ عِرْقاً نزَعَه» [خ¦5305]؛ أي: جَذَبَهُ إلى الشَّبَهِ بمن خرجَ شبيهاً له؛ يقال: نزعَ أهلُهُ [إليه] ونزعَ إليهم؛ أي: حنُّوا إليه و حنَّ إليهم، ومنه: «قبلَ أن ينزِعَ إلى أهلِه» [خ¦3]؛ أي: يحنَّ فيرجع.
          و«هل نزَعَكَ غيرُه؟»؛ أي: جذبَكَ وأخرجَكَ.
          «وكانَ رامياً شديدَ النَّزْعِ» [خ¦4064]؛ أي: قويَّ الجذْبِ للوَتَر.
          و«ما لي أُنازَعُ القرآنَ؟»؛ أي: أُجاذَبُ قراءَتَه في الصَّلاة؛ أي: يقرأُ مَنْ وراءَه وهو يقرأ، والمُنازَعَةُ: المُجاذَبَةُ، والنِّزاع: الجِدَالُ والخلافُ في الأمر.
          وقوله: «فنزعْتُ له بسهْمٍ»؛ أي: جَذَبْتُ.
          وقوله: «فلعلَّ الشَّيطانَ ينزِعُ في يدِه» [خ¦7072]؛ أي: يرمي كأنَّه يرفعُ يدَه ويحقِّقُ إشارتَه، ومَن رواه بالغينِ المعجمةِ فمعناه: يغُرُّ به فيحمِلُهُ على تحقيقِ الضَّربِ، عندما يحدث عند اللَّعب والهزْل.
          1306- و«نَزْغُ الشَّيطانِ» [خ¦91/6-10380] إغواؤُه وإغراؤُه.
          1307- و قوله: «ستعلمُ أيُّنا منها بنُزْهٍ» [خ¦4032]؛ أي: ببُعدٍ، و«تنزَّه عنه قومٌ»؛ أي: تحاشَوا منه وبَعُدُوا.
          «وكان لا يستَنْزِه من بولِهِ»؛ أي: لا يتحفَّظ منه، كذا عند مسلمٍ في حديثِ أحمدَ بِن يوسفَ .
          1308- قوله: «فنَزَفَه الدَّمُ» [خ¦4/34-306]؛ أي: استخرجَ قوَّتَه وأفناها حتَّى صرعَهُ، ونَزَفَ الرَّجل إذا كان منه ذلك.
          وقوله: «ما بالُ قومٍ يتنزَّهون عن الشَّيء أصنَعُه؟» [خ¦6101]؛ أي: يتحاشَون عنه، وأصل التَّنزُّهِ البعدُ عن الشَّيء، ومنه قولُ عائشةَ ♦: «وعادَتُنا عادةُ العربِ الأُوَلِ... في التَّنزُّهِ» [خ¦2661]؛ أي: البُعدِ.
          1309- وقوله: «فنَزَا منها الماءُ» [خ¦2884]؛ أي: ارتفعَ وظهرَ.
          وقوله: «فنَزَوتُ لآخُذَه» [خ¦4214]؛ أي: وثبْتُ.
          وقوله: «انتَزَى على أرضي»؛ أي: وثبَ وغلبَ.
          وقوله: «فنُزِيَ في جرحِه»؛ أي: سالَ دمُهُ حتَّى مات، ومنه: «فيُنْزَى مِن ضرْبِهِ فيموتُ».


[1] ضرب في (س) من قوله: (واعتُرِضَ على هذا... ) إلى هنا، وفي الهامش: (جل جلاله، هذا وأمثاله من الأحاديث الواردة في صفات الرَّبِّ سبحانه وتعالى سبيله التَّرك والتَّسليم... يأوِّل شيءٍ منها، ولا يشبَّه بصفات المخلوقين، بل يقبل ظاهره، ويسلَّم باطنه إلى عالمه سبحانه وتعالى، قاله عبد الملك بن حبيب، صح صح).