مطالع الأنوار على صحاح الآثار

النون مع الثاء

          النُّون مع الثَّاء
          1273- «واستَنْثَر» [خ¦164] هو طَرْحُ الماءِ من الأنفِ بعدَ استنشاقِهِ، وقال ابنُ قُتيبةَ: الاستنشاقُ والاستنثارُ سواءٌ، مأخوذٌ من النَّثْرةِ، وهي الأنفُ، ولم يقلْ شيئاً! وقد فُرِّقَ بينهما في قولِهِ: «فَلْيجعلْ في أنفِه ماءً، ثمَّ لِيَنتَثِرْ» فدلَّ أنَّه طَرَحَهُ بريحِ الأنفِ متبدِّداً.
          وقوله: «نَثْرةُ حوتٍ ينثُرُها»؛ أي: يطرحُهَا من أنفِه.
          1274- قوله: «فنَثَلْتُ دِرْعِي»؛ أي: صببتُها، و«نثَل... كِنانَـتَه» [خ¦4055]؛ أي: صبَّ ما فيها.
          «وأنتم تَنْتَثِلونَها» [خ¦2977]؛ أي: تستخرجونَ ما فيها وتتمتَّعونَ به.
          وفي الحديثِ الآخر: «تنْفُلُونَها». [خ¦6998]
          وعند الخُشنيِّ عن الهَوزَنيِّ: «تمْتَثِلُونَها» بالميمِ وهو تصحيفٌ أيضاً، وقوله: «فيُنْتَثلُ طعامُه»؛ أي: يُستخرَج.
          1275- وفي إسلامِ أبي ذرٍّ: «فنَثَا علينا الذي قيل»؛ أي: أَخبرَ به وأذاعَه، يقال منه: نَثَوتُ الحديثَ أنْثُوه إذا أخبرتَ به، وهو يُستعمَل في الخيرِ والشَّرِّ، وأما الثَّناءُ ففي الخيرِ لا غير، قلت: الثَّناء بتقديمِ الثَّاء في الخيرِ والشَّرِّ، لكنَّه في الخيرِ(1) أكثر، وأمَّا النَّثَا ففي الخيرِ والشَّرِّ معاً.


[1] ضرب في (س) على: (لا غير، قلت: الثَّناء بتقديمِ الثَّاء في الخيرِ والشَّرِّ، لكنَّه في الخيرِ).