مطالع الأنوار على صحاح الآثار

النون مع الجيم

          النُّون مع الجيم
          1276- في حديثِ عبدِ الملك:«بعثَ إلى أمِّ الدَّرداءِ بأنْجادٍ»؛ أي: بمَتاعٍ من متاعِ البيت، قد تقدَّمَ في الخاء.
          وفي مناقبِ أبي طلحةَ(1) : «انثُرْها لأبي طلحةَ؛ يعني: النَّبْلَ» [خ¦4064]، كذا لكافَّتِهِم وعند بعضِ شيوخِ أبي ذرٍّ: «انْتَثِرْها»(2).
          والنِّجادُ حِمَالةُ السَّيفِ، وهو ما يُتقلَّدُ به في العُنقِ، وقولها: «طويلُ النِّجادِ» [خ¦5189]، قيل: حِمَالةُ سَيفِه، وقيل: طولُ قامتِهِ، وهما سواءٌ؛ لأنَّ مَن طالتْ قامتُهُ طالَ نِجَادُه.
          1277- وقوله: «حتَّى بدَتْ نواجِذُه» [خ¦4811] بذال معجمةٍ، وهي هاهنا: الأضراسُ والأنيابُ، وقيل: الضَّواحكُ، والنَّواجذُ أيضاً أواخرُ الأسنان؛ وهي أضراسُ العقلِ، وفي الحديث: «عَضُّوا عليها بالنَّواجِذِ»؛ أي: بالأنيابِ.
          1278- وقوله: «رِداءٌ نَجرانيٌّ» [خ¦3149] منسوبٌ إلى نجرانَ، مدينةٌ معلومة.
          1279- وقوله: «يجري نَجْلاً» [خ¦1889]؛ أي: نَزَّاً ماءً قليلاً حين يظهرُ وينبُعُ، قال الحَرْبيُّ: أي: واسعاً فيه ماءٌ ظاهرٌ، وقال أبو عمرٍو: النَّجْلُ: الغديرُ الَّذي لا يزال فيه الماءُ دائماً، وقال يعقوب: النَّجْلُ: النَّزُّ حين يظهرُ، وضبطَه الأصِيليُّ بفتحِ الجيم، وفسَّره في البخاريِّ: «نَجْلاً، يعني: آجِناً».
          1280- وقوله: «يَنجَعُ بَكَراتٍ له دقيقاً وخَبَطاً»؛ أي: يسقِيها ذلك.
          ويُروى: «يُنجِعُ» بضمِّ الياءِ وهما لغتان، والمستَقَى هو النُّجوع، أو ألقمْتُها إيَّاه، وهو الخَبَطُ والدَّقيقُ، يُعجنانِ وتُعْلَفُه الإبلُ.
          1281- وقوله: «حتَّى ينجم في صدورِهم»؛ أي: يَظهرَ ويعلو، بضمِّ الجيمِ وكسرِها.
          1282- وقوله: «حتَّى كاد يَنْجَفِلُ»؛ أي: يسقطُ.
          1283- قوله: «إنَّ المؤمنَ لا ينجسُ(3)» [خ¦283] ويقال: رجسٌ نجسٌ، وثوبٌ نَجِسٌ ونَجَسٌ، وكذلك في التَّثنيةِ والجمعِ والذَّكرِ والأنثى؛ أعني نَجِساً، قاله الكسائيُّ، وقال غيرُه: إنَّما يقال بفتحِهِما ما لم يتبع الرِّجس، والنَّجَس: كلُّ شيءٍ مُستَقْذَر. /
          1284- و«النَّجْش» [خ¦2142] الزِّيادةُ في ثمنِ السِّلْعةِ عند التَّساومِ ليَغُرَّ غيرَه، فنُهِي عن فعلِ ذلك، والبيعِ به، وأكلِ ثمنِه، والجُعْلِ عليه، وقيل: النَّجْشُ: التَّنفيرُ، وقيل: المدحُ لسلعتِه لينفِّرَ عن غيرِهَا، والأوَّل في البيعِ أشهر، وأمَّا في حديث: «لا تَباغَضُوا ولا تَناجَشوا» [خ¦6066] فالأشبَهُ أنْ يكونَ من هذا؛ أي: لا تَنافَرُوا؛ أي: يُنَفِّرُ بَعضُكم بعضاً بذمِّهِ بعضَ الناسِ عند بعضٍ.
          1285- و«الاستِنجاء» [خ¦4/18-270] : إزالةُ النَّجْوِ،وهو الأذى الباقي في فمِ المَخْرَجِ، وأكثرُ ما يُستعمَل في الماء، وقد يُستعمل في الأحجارِ، وأصلُهُ من النَّجْوِ، وهو القَشْرُ والإزالةُ، وقيل: من النَّجْو، وهو ما ارتفعَ من الأرضِ لاستتارِهِم به، وقيل: لارتفاعِهِم وتجافِيهم عن الأرضِ عند ذلك.
          وقوله: «وأَنَا النَّذِيرُ فالنَّجا النَّجا» [خ¦6482] مقصورٌ، يعني: التَّخلُّصَ، وكذلك النَّجاةُ، وقد يُمدُّ فيقال: «نَجَاء» [خ¦7283]، حكاها ابنُ ولَّادٍ(4)، والأوَّلُ أشهر، وفي «الأفعال»: نَجَا من المكروه [نجاءً] خلصَ، وكلُّ شيءٍ أسرع، وهو عندِي بمعنى سبقَ وفات.
          وقوله: «فانْجُوا عليها بِنِقْيِها»؛ أي: أسرعوا عليها السَّيرَ ما دامتْ قويةً عليه قبل الهُزال والضَّعفِ، والنِّقْيُ: المُخُّ، ثمَّ يقال للشَّحمِ: نِقْيٌ.
          وقوله: «ورسولُ الله صلعم نَجيٌّ مع رجلٍ»؛ أي: مُسَارٌّ، يقال: رجلٌ نَجِيٌّ ورجلان نَجِيٌّ ورجالٌ نَجِيٌّ، ومثلُه من روايةِ الأصِيليِّ في قوله تعالى: {خَلَصُواْ نَجِيًّا} [يوسف:80] «قال: والجميع نجيٌّ وجمع النَّجيِّ أنْجِيَةٌ»، وهي أبْيَنُ من روايةِ غيرِه، وفي رواية غيرِه: «وجَمْعُ النَّجِيِّ(5) أنْجِيةٌ»، وأمَّا الهَرويُّ فقال عن الأزْهريِّ: «النَّجِيُّ جمعُ أنْجيةٍ»، وكذلك: نَجْوى، وقيل: نَجِيٌّ جمع ناجٍ كغازٍ وغَزِيٍّ، وقيل: نَجْوى، ومنه: «لا يَتَناجى اثْنانِ دونَ واحِدٍ». [خ¦6288]
          وحديثُ النَّجوى في الآخرةِ [خ¦2441] : وهو تقريرُ الله تعالى العبدَ على ذنوبِه في سترٍ عن النَّاس.


[1] هذه الفقرة تابعة للفصل السابق، لكنها جاءت في كل المخطوطات في هذا الموضع.
[2] هذا مكانه النون مع الثاء كما في «المشارق».
[3] بفتح الجيم وضمِّها.
[4] أبو العباس أحمد بن محمد بن ولَّاد التَّميميُّ، مصريٌّ، صاحب «المقصود والممدود»، توفي سنة 332ه.
[5] في (س): (النجو).