مطالع الأنوار على صحاح الآثار

النون مع القاف

          النُّون مع القَاف
          1363- «على أنقابِ المدينةِ». [خ¦1880]
          ويُروى: «على نِقاب المدينةِ» [خ¦1881] وهما جمعُ نَقْبٍ، قال ابنُ وَهْبٍ: يعني: مداخلَ المدينةِ، وقال غيرُه: هي أبوابُها وفُوهاتُ طرُقِها التي يُدخَلُ إليها منها، كما جاءَ في الحديثِ الآخرِ: «على كلِّ بابٍ منها ملَكٌ» [خ¦1879] والنَّقْبُ أيضاً الطَّريقُ بين الجبلَينِ؛ وهي النُّقبةُ أيضاً، والثَّنيَّةُ والنَّقْبُ أيضاً في الحائطِ وغيرِه كالبابِ يُخلَصُ منه إلى ما وراءَه(1)، ومنه قوله: «وإذا نقْبٌ مثلُ التَّنُّورِ»(2).
          و«المناقبُ» الخِصالُ الحميدةُ في النَّاسِ، ومنه: «مناقبُ الصَّحابةِ»، وأصلُها ممَّا تقدَّمَ؛ كأنَّها طرقُ الخيرِ.
          و«كانَ أحدَ النُّقَباءِ» [خ¦18] جمعُ نقيبٍ؛ وهو النَّاظرُ عليهم، ونُقباءُ الأنصارِ هم الذين تقدَّموا لأخذِ البيعةِ لنصرة النَّبيِّ صلعم؛ سُمُّوا بذلك لضمانِهم إسلامَ قومِهم ونُصْرتِهمُ النَّبيَّ صلعم، والنَّقيبُ الضَّامنُ، وقيل: لتقدُّمِهم على قومِهم، والنَّقيبُ فوقَ العَرْيفِ، وقيل: هو العريفُ على القومِ، وقيل: الأميرُ، [يقالُ منه] : نقَبَ ونقُبَ.
          وقوله: «ونقَّب عنه»؛ أي: بحثَ واستقصى، و سمِّيَ النُّقباءُ؛ لبحثِهم عن قومِهم، ومنه: «وكان أحدَ النُّقباء / ليلةَ العقبةِ»؛ أي: المقدَّمين على الجماعةِ، والنَّقَّاب العالمُ الباحثُ عن الأشياءِ المستَقصي عنها، ومنه قوله تعالى: {فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ}[ق:36]؛ أي: جالوا فيها وبحَثوا عنها {هَلْ مِن مَّحِيصٍ} [ق:36]؛ أي: مَعدِلٍ.
          وفي الرِّوايةِ الأخرى: «نقَّرَ»، وهو بمعناه.
          وقوله: «لا تنتَقِب المُحْرِمةُ» [خ¦1838]؛ أي: لا تستُرُ وجهَها بذلك، والنِّقابُ شَدُّ الخِمارِ على الأنفِ، وقيل: على المَحْجَرِ.
          وقوله: «حتَّى نَقِبَتْ أقدامُنا» [خ¦4128] بفتح النُّونِ وكسرِ القافِ؛ أي: تقرَّحَتْ وقطَّعتِ الأرضُ جلودَها.
          وقوله: «ولم أُؤمَرْ أن أَنْقُبَ عن قلوبِ النَّاسِ» [خ¦4351]، كذا لابن ماهانَ، ولبعضِهم: «أن أُنَقِّبَ» بمعنى: أبحثَ وأفتِّشَ، والأوَّلُ أولى؛ لأنَّه بمعنى أشُقَّ، كما قال: «فهلَّا شقَقْتَ عن قلبِه؟».
          1364- وقولها: «ولا تُنَقِّثُ مِيْرَتَنا تَنْقِيثاً» [خ¦5189] بكسرِ القافِ مع الشَّدِّ، وعندَ مسلمٍ في ضبطِ أبي بحرٍ: «تَنْقُث» بضمِّ القافِ؛ أي: لا تبدِّدُها وتخرِجُها مسرِعةً بذلك، والميرةُ طعامُهم، وقد فسَّرْناه، وكان عندَ القاضي أبي عليٍّ وغيرِه فيه اختلافٌ وتغييرٌ في حديثِ الحُلوانيِّ في كتابِ مسلمٍ، تقدَّمَ في الباءِ.
          1365- وقوله: «ويحصي ما كان عندَه من نقْدٍ أو عينٍ» النَّقدُ خِلافُ الدَّينِ والقَرْضِ.
          1366- و«نهى النَّبيُّ صلعم عن النَّقير» وهي النَّخلةُ تُنقَرُ؛ أي: يُحفَرُ في جوفِها أو جَنْبِها ويُلقى فيها الماءُ والتَّمرُ للانتِباذِ، وقد فسَّرَه في الحديثِ فقال: «هي النَّخلةُ تُنسَح نَسْحاً، وتُنقَر نقْراً»؛ أي: تُقشَرُ ويُحفَرُ فيها.
          وقوله: «فنقَر بيدِه الأرضَ» [خ¦3734]؛ أي: ضرَب فيها بإصبعِه كما يفعلُ المُتفكِّرُ، وقوله: «فنقَّر عنه فيها»؛ أي: بحثَ واستقصى.
          1367- وقوله: «تَنقُزان القِرَبَ على ظهورِهما» [خ¦2880]، كذا جاء في حديثِ أبي معمَرٍ، قال البُخاريُّ: «وقال غيرُه: تنقُلان» [خ¦2880]، وكذا رواه مسلمٌ، قيل: معنى تنقُزان على الرِّوايةِ الأولى تَثِبان، والنَّقْزُ الوَثْبُ والقَفْزُ، كأنَّه من سرعةِ السَّيرِ، وضبطَ الشُّيوخُ «القِرَبَ» بنصْبِ الباءِ، ووجهُه بعيدٌ على الضَّبطِ المتقدِّمِ، / وأمَّا مع تنقُلانِ فصحيحٌ، وكان بعضُ شيوخِنا يقرأُ هذا الحرفَ بضمِّ باءِ «القِرَب»، ويجعلُه مبتدأً؛ كأنَّه قال: القِربُ على متونِهما، والذي عندي أنَّ في الرِّوايةِ اختِلالاً، ولهذا جاءَ البُخاريُّ بعدَها بالرِّوايةِ البيّنةِ الصَّحيحةِ، وقد تُخرجُ روايةُ الشُّيوخِ بالنَّصبِ على عدمِ الخافضِ، كأنَّه قال: تنقُزانِ بالقُرَبِ، وقد وجدتهُ في بعضِ الأصولِ: «تُنْقِزان» بضمِّ التَّاءِ، ويستقيمُ على هذا نصْبُ القِرَبِ؛ أي: تحرِّكانِ القِرَبَ بشدَّةِ عدوِهما بها، فكانت القِرَبُ ترتفعُ وتنخفِضُ مثلَ الوثْبِ على ظهورِهما.
          1368- قولها: «لا سَمينٍ فيُنتَقَلُ» [خ¦5189] باللَّام.
          وعندَ بعضِ رواةِ مسلمٍ والبُخاريِّ: «فيُنْتَقَى»، والرِّوايتانِ مشهورتانِ، فمعنى اللَّامِ من النَّقلِ رغبةً فيه، ومعنى الياء يُسْتَخرَجُ نِقْيُه؛ وهو شَحْمُه هاهنا، وأصلُه المخُّ، أو يكونُ معناه: يُرغَبُ فيه ويُختارُ، يقال: انتقَيتُ الشَّيءَ إذا تخيَّرته.
          1369- وقوله: «ما انتقَمَ رسولُ الله صلعم لنفسِه» [خ¦3560]؛ أي: لم يعاقِبْ ولم يكافِئْ على السُّوءِ المختَصِّ به، يقال منه: نَقِمَ يَنقَمُ، ونَقَمَ ينقِمُ.
          ومثله: «ما يَنقِمُ ابنُ جميلٍ» [خ¦1468]؛ أي: ما يُنكِرُ ويكرهُ، وكذلك: «ما أَنقِمُ على ثابتٍ في خلُقٍ ولا دِينٍ» [خ¦5276]؛ أي: ما أنكِرُ.
          1370- وقوله: «وانتِقاصُ الماءِ» هو الاستِنجاء، قال أبو عُبيدٍ: معناه انتِقاصُ البولِ بالماءِ إذا غسَلَ ذَكَرَه.
          وقوله: «شَهْرا عيدٍ لا ينقُصانِ» [خ¦1912] قال ابن رَهُوْايَه: إنْ كانَ ناقصاً عدداً فهو تامٌّ أجراً، وقال غيرُه: لا يجتمِعانِ في نُقصانٍ من عامٍ، وهذا التَّفسيرُ وقعَ معناه في البخاريِّ من روايةِ النَّسفيِّ خاصَّةً.
          1371- وقوله: «سَمِعَ نقيضاً» يعني: الصَّوتَ من غيرِ الفمِ، كفَرْقَعَةِ الأعضاءِ والمحاملِ ونحوِها.
          وقوله: «انقُضي رأسَكِ» [خ¦316]؛ أي: حُلِّي ضُفْرَه.
          وقوله في تفسير {يَنقَضَّ}[الكهف:77]: «ينقاضُ كما ينقاضُ السِّنُّ» [خ¦65-6885] مخفَّفٌ.
          1372- وقوله: «ما لم يكُنْ نَقْعٌ» [خ¦23/33-2035] قيل: هو الصَّوتُ بالبُكاءِ، وبهذا فسَّرَه البُخاريُّ، وقيل: هو صوتُ / لَدْمِ(3) الخُدودِ ونحوِه، وقيل: هو وضعُ التُّرابِ على الرَّأسِ، وبه فسَّرَه البُخاريُّ، وقيل: هو شَقُّ الجيوبِ، وأنكرَه أبو عبيدٍ، والنَّقْعُ الصَّوتُ، والنَّقْعُ الغُبارُ، فيخرُجُ من هذا معنى التَّفاسيرِ كلِّها؛ لأنَّ لِلَدْمِ الخدودِ وشَقِّ الجيوبِ صوتاً، وقال الكِسائيُّ: هو صَنعةُ الطَّعامِ في المآتِمِ، وأنكرَه أبو عُبيدٍ، وإنمَّا النَّقيعةُ: طعامُ القادمِ من السَّفرِ، وقيل: سُمِّيَ بالنَّقْعِ؛ وهو الغُبارُ الذي يتعلَّقُ بثيابِه في سفرِه.
          وقوله: «مُنْتَقَعُ اللَّون» بفتحِ القافِ؛ أي: كاسِفُه مُتغيِّرُه.
          وقوله: «تثيرُ النَّقْعَ» هو الغُبارُ، وتثيرُه تحرِّكُه(4) وتهيِّجُه فينتشِرُ.
          وقوله: «لا يمنعُ نَقْعَ بئرٍ»؛ أي: فضْلَ مائها.
          1373- وقوله: «وإذا شيكَ فلا انتقَشَ» [خ¦2887]؛ أي: إذا أصابَتْه الشَّوكة في قدمه فلا قَدِرَ على إخراجِها، يقال: انتقَشَ الرَّجلُ: إذا سَلَّ الشَّوكةَ من قدمِه بالمِنْقَاشِ، وهو شِبْهُ جَفْتٍ صغيرٍ تُجذَبُ به الشَّوكةُ من القدمِ.
          وقوله ╕: «من نُوقِشَ الحسابَ عُذِّبَ» [خ¦6536]؛ أي: من استُقصيَ عليه، والمناقشةُ: الاستِقصاءُ، وهو نفسُ عذابِه؛ أي: يُعذَّبُ بحِسابِه، وقيل: بل إذا نوقِشَ وُزِنَتْ أعمالُه وخطَراتُه وهمُّه وصَغَائرُه وكبائرُه، لم يكَدْ يتخلَّصُ إنْ لم يَعْفُ الله عنه، كما قال ╕: «لا يدخُلُ أحدٌ منكُم الجنَّةَ بعملِه، قيل ولا أنت؟ قال: ولا أنا إلَّا أنْ يتغمَّدَني اللهُ برحمتِه». [خ¦5673]
          1374- وقوله: «حتَّى نقَهْتُ» [خ¦2661]؛ أي: أفقْتُ من مرضي، بفتحِ القافِ.
          1375- وقوله: «فانْجوا عليها بنِقْيها»؛ أي: أسرِعوا عليها ما دامَت ذاتَ نِقْيٍ؛ أي: شحمٍ قبلَ ذهابِ قوتِها، وأصلُ النِّقيِ المخُّ.
          وفي الضَّحايا: «التي لا تُنقي»؛ أي: لا يوجَدُ فيها شحْمٌ، وقيل: الذي ليسَ في عظامِها مخٌّ.
          وقوله: «كقُرصَةِ النَّقِيِّ» [خ¦6521] يريدُ الحُوَّارَى؛ وهو الدَّرمَكُ، ومنه: «هل رأيتُم في زمانِ النَّبيِّ صلعم النَّقيَّ؟ قال: لا». [خ¦5410]


[1] في (س): (سواه).
[2] تقدم في الثاء مع القاف.
[3] في حاشية (ن) نسخة: (لطم)، وهو الذي في «المشارق».
[4] في (س): (وشدة تحركه... ).