مطالع الأنوار على صحاح الآثار

النون مع الدال

          النُّون مع الدَّال /
          1295- «يَنْدُبْنَ من قُتِلَ من آبائي يومَ بدرٍ» [خ¦5147]؛ أي: يرثِينَهُم ويُثْنِينَ عليهم في بكائهنَّ، والنُّدْبةُ تختصُّ بذكرِ محاسنِ المَوتى.
          وقوله: «انتدَبَ الله لمن جاهدَ في سبيلِه» [خ¦36]؛ أي: سارعَ بثوابِهِ وحُسْنِ جزاءِهِ، وقيل: أجابَ، وقيل: تكفَّلَ، وقد تقدَّم في الهمزة.
          وقوله: «فرسٌ يقال له: مَندوبٌ» [خ¦2857] يحتملُ اللَّقبَ والاسمَ لغيرِ معنىً فيه، ويحتملُ أنْ يسمَّى بذلك لنَدَبٍ كان في جسمِهِ، وهو أثرُ الجرحِ، أو من النِّدَب؛ وهو الخطرُ الذي يُجعَلُ في السِّباقِ كأنَّه سَبَقَ، فأُعطيَ لصاحبِهِ الخطرُ، أو سُبِقَ فأُخذَ خطرُهُ، ويحتملُ أنْ يكون من النُّدْبة، وهو الدُّعاء، نُدْبَتُه للجهادِ كأنَّه مُعَدٌّ لذلك.
          وقوله «ندبَ النَّاسَ فانتدَبَ الزُّبَيرُ» [خ¦2847]؛ أي: دعا فأجابَه، والنَّدْبُ أيضاً: الحثُّ على الشَّيءِ.
          [قوله: «انتدبَ الله لمن خرجَ في سبيلِه» [خ¦36]، كذا لأبي ذرٍّ بالنُّونِ في أوَّلِهِ، ولغيرِهِ: «ايَتدب» بالياءِ في أوَّلِهِ، وهي روايةُ القابِسيِّ، و ليس للأصِيليِّ فيه ضبطٌ إلَّا فتح الياء].
          1296- قوله: «فما نَدَّ لكم» [خ¦3075]؛ أي: شردَ و نفرَ، والنِّدذُ: المِثْلُ، ومنه: «أنْ تجعَلَ لله نِدَّاً» [خ¦4477]؛ أي: مِثْلاً، ويقال: نِدٌّ و نَدِيدٌ، و يجمع أنداداً.
          1297- وقوله: «مَنْدوحةٌ عن الكذبِ» [خ¦78/116-9238]؛ أي: سَعَةٌ، من نَدَحْتُ الشَّيءَ إذا وسِعْتَهُ.
          1298- وقوله: «فندَرَ رسولُ الله صلعم»؛ أي: سقط، و«أندَرَ ثَنِيَّتَه» [خ¦2266] أسقطها، و«ندرَ رأسُه» طارَ ساقطاً.
          1299- وقولها: «قريبُ البيتِ من النَّادي» تعني: مجلسَ القومِ ومجتمَعَهُم، وهو النَّدِيُّ أيضاً والمنْتَدَى، ومنه «دار النَّدْوة»؛ لاجتماعِهِم للمشورةِ فيها، والشَّريف يُقرِّبُ بيتَه من مجتَمَعِ القومِ؛ لأنَّهم يُعنونَهُ(1) في المشيِ، وقيل: كريمٌ يعتمدُ ذلك ليَظهرَ بيتُهُ للقاصدِين وحيثُ الاجتماع، بخلافِ البخيلِ الذي يتوارى وينزلُ من الشِّعابِ، حيث لا يُهتدَى إليه ولا يُرى، وقد يكون النَّادي اسماً لجماعِةِ القوم، وقد فسَّر مسلمٌ قولَه تعالى: «{فَلْيَدْعُ نَادِيَه} [العلق:17]؛ أي: إنَّهم جماعةُ قومِهِ» كما سمُّوا مجلساً في قوله(2) :
................                     واستبَّ بعدَك يا كُليبُ المجلسُ
          لمَّا كانوا أهلَ المجلسِ والنَّادي.
          وقوله: «خرجتُ بفرسٍ لأبي طلحةَ(3) / أُنَدِّيه» التَّنْدِيةُ: أنْ يوردَ الماءَ ساعةً، ثمَّ يُرَدُّ إلى المرعى ساعةً ثمَّ يُرَدُّ إلى الماء، كذا قال أبو عبيدٍ والأصْمعيُّ وغيرُهما، وقال ابنُ قتيبةَ: إنَّما [هو] «أُبدِّيه» بالباء؛ أي: أُخرِجُهُ إلى البدْوِ، وأنكرَ النُّونَ، قال: ولا يكونُ إلَّا للإبلِ خاصَّةً، وقال الأصمعيُّ: التَّنْدِيةُ تكون للإبلِ والخيلٍ، وهذا الحديثُ يشهدُ له، وخَطَّأ الأزهريُّ ابنَ قتيبة وصَوَّب الأوَّلَ.
          وقوله: «أنْدَى منكَ صَوتاً»؛ أي: أَمَدُّ وأبعدُ منك غايةً.


[1] في (س): (لا يعنونه).
[2] عجز بيت للمهلهل بن ربيعة، صدره كما في ديوانه، ص44:
~نُبِّئْتُ أنَّ النارَ بعدكَ أوقدتْ                     .....................
[3] كذا في الأصول، والصواب: «بفرس طلحة»، كما في مصادر التخريج.